الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

للعشق ٣٣

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ما ركبنا مقولتش و لا كلمه واحده انت شايف أن دا طبيعي 
كان مشغولا بالهاتف كثيرا فلم يجب عليها مما جعل الحزن يتعاظم بقلبها فلهذه الدرجة هي لا تساوي شيئا بالنسبه اليه حتى يتجاهلها بهذا الشكل و الاكثر من ذلك أن ينشغل بالهاتف عنها إذن فذلك الشخص الذي يحادثه اهم منها و عند هذا الهاجس آلمها قلبها كثيرا و إضافة إلى شعورها بالڠضب و الاهانه فقررت أنها لن تحاول مراضاته مرة ثانيه و ستجعله يدفع ثمن غاليا 
مرت دقائق قليله ليقف مازن بعدها أمام الاستراحة التي على جانب الطريق و هو ينظر إلى غرام في الخلف قائلا باهتمام
غرام الطريق لسه طويل و أنا حاسك تعبانه لو عايزة تنزلي تشربي حاجه او تدخلي التويلت انزلي 
وافقته غرام دون جدال فقد ظنت بأنه يريد أن يحادث شقيقتها على انفراد ف ترجلت من السيارة دون أي حديث فما أن شاهدتها كارما حتى همت بفك حزام الامان حتى تلحق بها فأوقفتها يد مازن التي اطبقت على معصمها تمنعها من ما تقوم به فنظرت إليه باستفهام فأجابها آمرا
سبيها تروح لوحدها 
قطبت كارما جبينها و نظرت له بشك ثم قالت باستفهام
دا ليه بقى 
من غير ليه غرام محتاجه تبقى لوحدها شويه ط مش كلنا لازم نبقى فوق دماغها يعني 
لم ترتح لحديثه لكنها آثرت الصمت فهي كانت غاضبه منه للحد الذي جعلها ترجع الى مكانها بهدوء دون النظر اليه أو فتح اي مجال للحديث معه
ذلك الشخص اللذي تعمد تركك في منتصف الطريق لا تتركه يلمحك و لو صدفه 
نورهان العشري 
كانت تنظر إلى هيئتها في المرآة بأسى تلك الخطوط العميقه المحفورة تحت جفنيها تحكي عن مدى معاناتها و تقطع نومها و التي لم تفلح مساحيق التجميل في إخفائها 
و أيضا ذلك الانطفاء الذي يخيم على نظراتها يحكي روايه آخرى عن مدى العبرات التي ذرفتها منذ آخر حديث لها معه ف قلبها يضج بالألم حتى بات التنفس ثقيلا
كما خيم الخمول و الكسل على جسدها فبات واهنا ضعيفا
فأين هي تلك الجنيه المتوهجة التي كانت تملئ الحياه بهجه و نشاط و فرحه  
كيف أطفأتها تلك اللعنه المسماه ب العشق و حولت بريقها الى بهوت كما تحول وهج عيناها الى رماد محترق فكيف تسمح لنفسها بالوصول الى هذه الحاله المريعة 
نظرت الى تلك الكعكه الفوضاويه التي تجمع بها خصلات شعرها و التي كانت تخلو كليا من الاناقه بالرغم من أنها كانت جميله و لكنها ليست هي فهي دائما ما كانت تهتم كثيرا بمظهرها و بأناقتها إذن ما تلك الصورة التي أصبحت عليها 
فهل يعقل أن تجعله يرى تأثير غيابه عليها بهذا الشكل الم يكن يكفيها ما فعله بها حتى تأتي و تدمر هي الباقي  
لا لن تسمح له أبدا بتدميرها و ستخرج من تلك الحكايه مرفوعه الرأس و لن تنحني أمام عشقها الملعۏن أبدا بل ستجعله هو من ينحني لها طالبا الصفح و الغفران 
قامت بغسل وجهها و تنشيفه و ازاله مشابك الشعر التي تمسك خصلات شعرها الحريري لينساب ك بحر من الشيكولاته الذائبه حول وجهها الذي أتقنت تزيينه و قامت بوضع احمر شفاه قرمزي يلائم كثيرا إمتلاء شفتيها أشعرها بالرضى فهي منذ تلك اللحظه قررت إعلان الحړب على رجل قد امتص منها جميع ملامح الحياه سلب منها عذريه قلبها و تركها ك الرماد المحترق و لا يعلم بأن البناء المحترق عندما يعاد بناءه من جديد يكون أكثر قوة و صلابه 
خرجت من المرحاض متجهه نحو البار لتطلب مشروبها  و لم تخف عليها نظرات الإعجاب من المحيطين بها فلم تبالي كثيرا و لكنها لا تدري عن تلك النظرات التي ينطلق منها الشرر بفعل الغيرة فقد كان يود لو يفتك بكل تلك العيون التي تناظرها و كأنها تود التهامها و قد استهلك كل ذرة ثبات بداخله حتى لا ېحرق المكان فوق رؤوسهم و يختطفها الى أبعد مكان يمكن أن يصل إليه أحد حتي يستطيع إرضائها و الإرتواء منها على النحو المطلوب 
أخذت ترتشف من كوب القهوة الخاص بها و لا تعلم لما انتابها هاجس بأنها سوف تراه هل لأن القلب عندما يحب يشعر بحبيبه 
أم لأنها كانت تتمني ذلك كثيرا فهي و رغما عنها قد اشتاقته حد الۏجع 
أخرجها من تفكيرها قدوم تلك الطفله تجاهها و هي تحمل تلك الباقه الرائعه من الورود و تقدمها لها مع اروع إبتسامه مرتسمه على شفتيها ف تناولتها منها باندهاش سرعان ما تحول لحب لذلك الملاك الصغير فلم تستطع مجادلتها فما أن اخذتها حتى هرولت الطفله الى الداخل لتتحول نظراتها الى الباقه بفضول و تلتقط ذلك الكارت المرفق بها لترى ما هو مدون به فإذا بطبول الحړب تدق بقلبها پعنف و هي تقرأ تلك الحروف المدونة بها
لا أجيد فن الأعتذار أبدا و لا اعلم كيف اطلب السماح فقط كل ما استطيع فعله هو أن اعشقك و پجنون فهل يشفع لي هذا عندك 
سرت رعشه كبيرة في سائر جسدها و شعرت بأن تلك الحروف و كأنها نقشت على جدران قلبها الذي كان يدق پجنون فظلت لثوان غير قادرة على رفع رأسها خوفا من رؤيته فاغمضت عيناها بشدة تستجمع جزء من صلابتها و إرادتها و قوتها التي كانت تملئها منذ قليل فكيف لكلمات بسيطه أن تبعثر كل هذا بغمضه عين !
بالأخير استعادة نبضاتها الضائعة و لن تسمح له برؤيه تأثيره عليها فقامت بتجعيد الورقه بين كفيها و أخذت تنظر حولها و هي تحبس أنفاسها فقد كان القلب يتوق لرؤيته و لو كان من بعيد و ما أن لمحته حتى ابتسمت ابتسامه جانبيه وقامت بالنهوض من مكانها تمسك بباقه الورود و توجهت الى حيث يقف فكانت تمشي ب غنج و دلال و كعب حذائها الذي كان يطرق على الارضيه الحجريه و كأنه يطرق فوق قلبه الذي رقص بداخله و هو يراقب تقدمها بعشق و لهفه حتى أصبحت أمامه نظرت إليه لثوان ثم تجاوزته بخطوتان ف قطب جبينه و هو ينظر إلى الخلف فصعق من فعلتها حين قامت بإلقاء باقة الورد بسله القمامه ثم عاودت أدراجها مرورا به و هي رافعه رأسها بشموخ و كبرياء أنثى أقسمت على الاڼتقام و الاطاحه به و بعقله و ها هي تنجح في ذلك 
تبعها أدهم بحنق و قد كانت كل خليه داخله تحترق بصمت فوجدها تدخل الى محال لبيع البقالة فوقف يراقبها و قد لفت إنتباهه كل تلك الأشياء التي قامت بشرائها و من ثم ألقت نظرة خاطفة عليه مشيرة نحوه ثم توجهت الى الخارج مما أثار استغرابه و ما أوشك باللحاق بها حتى نادى عليه ذلك الشاب و هو يقول
يا أستاذ يا أستاذ 
استدار أدهم و توجه ناحيته فصدمه ما تفوه به
الهانم

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات