عيون الذئاب ډفنا عمر
لأ ازاي بقى انت اخوها الكبير ورأيك يساوي رأيي أنا شخصيا
راقه شعور انه لرأيه وزن وقيمة في حياة عائلته بعد أن كان مهمشا مع من ظنهم أبويه ليبادر بإخبار أبيه بما يراه مناسبا
بصراحة رأيي مادام هو جاهز يتجوز يبقي مافيش داعي للتأجيل بالعكس انا نفسي افرح بسارة أختي في بيتها واشوف ولادها كمان
راقه رأي جسار فوافقه الرأي عندك حق يا ابني خلاص الفرح الشهر الجاي بإذن الله
الحمد لله يا بابا سواء هنا او في المكتب الدنيا تمام والبركة في أشرف وأدم تقريبا لولاهم كنت مقدرتش اشيل المكتب لوحدي مع الشركة
ربنا يبارك فيهم ويديم المعروف بينكم
واستأنف امين تعرف اني عرضت على أدم يشتغل معانا ورفض
جسارليه
أمين من خلال معرفتي بشخصيته الولد ده عزيز النفس جدا واعتقد موضوع انه يتقال عليه اهل مراته مشغلينه هيضايقه عشان كده فضل يبقي شغال مع نفسه
اللهم امين ربنا يسعده هو واختك واشوف ولأدكم كلكم
احتل وجه جسار بمسحة حزن لاحظها ابيه فقال داعما له بقوة
اتعشم في ربنا خير يا ابني ده مفيش حاجه تكتر عليه
تنهد ببعض الحزن داخله ونعم بالله يا بابا طيب هستأذن حضرتك عايز اعدي علي جدي نادر اطمن عليه واشوف رائف بقالنا كتير مش بنتقابل
حاضر يوصل
تم تحديد موعد زفاف سارة وأدم وراح الجميع يستعد لتلك المناسبة حتى أتى موعدها وبقاعة مميزة ازدحمت بالمدعوين وكبار العائلتان والفرحة تتقافز بالوجوه
أخيرا
همسها وهما يعبران في الممر المؤدي لبوابة القاعة لترد همسته مش قولتلك هتحقق حلمك
أنا دلوقت بحلم بحاجة واحدة
أخدك حالا علي عش الزوجية وخليهم هما يهيصوا مع نفسهم
ضحكت برقة قائلا والصرف ده كله يروح على الفاضي يا دومي
ارحمي دومي واتكلمي بخشونة شوية لو عايزة تخضري فرحك يابنت الناس
قهقهت بقوة طب بطل بقى احنا داخلين القاعة خلينا ندخل بهيبتنا گ عريس وعروسة
أحلي عروسة في الدنيا يا قلبي
الفرح كان جميل
أه والله سيروا كانت قمر وأدم كان وسيم جدا هو كمان
استدار لها برفعة حاجب محذرا نعم
غمغمت بعفوية غافلة عن تحذيره بقولك أدم كان
انتي هتكرريها تاني
لبث تطالعه برهة ثم استوعبت للتو غيرته فضحكت بشدة مش قصدي يا جسورتي بقول يعني انهم الاتنين كانوا حلوين
مفهوم ياحبيبي
شرع باستبدال بدلته بملابس نوم مريحة لتهمس له جسار في حاجة مهمة عايزة اقولهالك
تمتم بصوت ناعس قليلا قولي يا حبيبتي
حدجته مليا قبل أن تهمس أنا حامل
انتفض معتدلا وظل يرمقها بدهشة وهو يردد حامل! بتقولي حامل يا شمس
أومأت تؤكد له بعين مغرورقة لتنفرج أساريره وتزحف الفرحة علي وجه وهو يصيح بانفعال بجد يا شمس أنتي حامل فقد ظنته سيحزن وربما يعاتبها لأنها كررت التجربة لكن علي العكس هلل للخبر بسعادة لتباغته بسؤال
يعني مش هتعاتبني اني حملت رغم ان الدكتور قال قاطعها بقوله بالعكس دي بشړة خير لينا مش يمكن زي ما ربنا لم شملي عليكم يحقق باقي حلمي ونجيب ولاد أصحاء كتير متجوزين وهما قرايب وولادهم بيجوا كويسين تفائلي يا شمسي أنا حاسس اننا هنفرح قريب
أغمض عيناه وحلمه يتجسد لخياله وهو يرى طيفا لطفله بين يديه مرتديا نفس الثوبه الأبيض الذي انتقته والدته له يوما
غاليته ريحانة
بعد ثلاثة أشهر
تعبانة أوي ياشمس ونايمة طول الوقت ومقصرة أوي في حق أدم واحنا يعتبر لسه عرايس
ياحبيبتي طبيعي انتي في الشهر التاني من الحمل وده عز التعب كلها شهر كمان وتروح اعراض القيء والدوخة دي وبعدين جوزك أكيد فاهم انه ڠصب عنك
يارب يا شمس انتي في الشهر الكام
الرابع ثم كسي صوتها رجاء ادعيلي يا سارة يحفظ ابني المرة دي
ربتت علي كتفها بعطف متفهمة قلقها مټخافيش بإذن الله خير انتي رايحة امتي للدكتور
بكره
تحبي اجي معاكي
مافيش داعي يا سارة هروح أنا وجسار وهنبقي نطمنكم
ماشي حبيبتي هنتظر تفرحيني أن شاء الله
تحسست شمس بطنها المنتفخ وقالت خاېفة اروح للدكتور ونعيش نفس التجربة تاني يا جسار ايه رأيك مانروحش ونستني رزقنا وقت الولادة
نظر لها بحنان مشفقا عليها من خۏفها حبيبتي أتعشمي في الله خير الأفضل
نطمن من دلوقت عشان مايكونش في أي خطړ عليكي
وافرض عشنا نفس الموقف يا جسار
يبقي هنكون عملنا اللي علينا ياشمس وكله في الأخر قضاء ربنا ولازم نرضى به
أطرقت رأسها ولم يبقى لديها غير التسليم لقضاء خالقها مهما كان متمتمة عندك حق
وتوجها سويا للطبيب وقلوبهما تتصارع خوفا وكلا منهما يخبيء قلقه عن الأخر
تعلقت أبصار جسار و زوجته بوجه الطبيب
وهو يتفحص الشاشة التي تعرض لقطات مبهمة أقرب لبقع سوداء بأحشاءها من الداخل وبعد برهة تركها ليحتل مقعد مكتبه بالزاوية الأخرى فلحقته شمس سريعا بعد تجريف طبقة الدهان اللازج عنها
منتظرة بلهفة قول طبيبها فيما رأى
هل ينتظرهما صدمة أخرى
ام أمل جديد!
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثامن عشر
خوفه يتضافر مع قلقه وهو يسأل الطبيب عن حالة زوجته وكل أمله أن يأتيه خبرا يثلج صدره وينعش روح المتعبة
خير يا دكتور طمني
زفر الأخير نفسا محملا بشفقته الطاغية وهو يجيبه للأسف نفس الوضع اللي حصل في الحمل الأول
سحابة الحزن خيمت على رؤسهما ولمعت مرايا العبرات بأعينهما وهما يشيعان مركب حلمهما العزيز في بحر الخذلان للمرة الثانية دون رجعة ويالا قسۏة قدرهما هذا
ليعود الطيب يستطرد
لازم نعمل عملية تفريغ يا مدام شمس
همست گ برجاء ېمزق القلب يعني ماينفعش احتفظ بابني حتي لو مشوة أنا راضية يا دكتور بس يعيش وتشوفه عيوني
يعلم أن فاجعتها عظيمة لكن مجيء طفلهما مشوه فاجعة أكثر إيلاما لو يعلمون مما جعل الطبيب يهتف بحزم يمتزج بعطفه يبقي بتظلميه وتظلمي نفسك يا مدام شمس ازاي هتقدوا تشوفوا ابنكم مشوه قصاد عيونكم هيفضل معاكي سنة ولا اتنين وھيموت ولو عاش هتشيلوا ذنبه في رقبتكم لأنه مش هيقدر يتكيف في مجتمعه وهو مشوة وقتها هتكوني اتعلقتي به أكتر وهتتعذبي أضعاف عذابك دلوقت
واستطرد بنبرة حانية نصيحتي ليكي گ أب عندي بنت قدك الإچهاض هو الحل الأفضل ليكم استعوضي ربنا فيه وهو قادر يغير الأحوال محدش عارف الخير فين
ودع جسار الطبيب بكلمات مقتضبة والأخير يبلغه بموعد عملية التفريغ ثم جذبها وهو يضم كتفيها بقوة ليؤازرها حتى وصلا لمنزلهما والشرود الحزين يبتلع ملامحهما
دثرها بالغطاء وهي بحالة جمود ونظرة عيناها زجاجية متحجرة بخيبة أملها جسار بقوة هامسا لها بما يقوي روحها تفتكري ربنا عايز يعذبنا يا شمس أكيد لأ
بس هو بيختبرنا يمكن بعد كده الطب يتقدم ويلاقي علاج لحالتنا أنا متأكد ومتعشم فيه خير عشان خاطري خليكي قوية وسلمي أمرك لله بكرة العوض يجي من أوسع أبوابه ياشمس بس إياكي والقنوط من رحمته
همسات بخفوت ودموعها تزحف فوق خديها
طول عمرك محروم وبتتمني يبقي عندك عزوة من صلبك هتصبر لحد ما نلاقي علاج لحالتنا
هو قدامي حل تاني غير الصبر
رفعت عيناها إليه وارتعشت شفتاها وهي تهمس بكسرة خاطر وقلبها منفطر في حل يا جسار
إنك تتجوز غيري !
واستطردت كأن روحها تتصارع بها أنصال سيوف تمزقها وتطلقني
وبعدين يا جمانة كفاية عياط
قالها رضوان وهو يربت علي ظهرها بإشفاق رغم أن حاله لا يختلف عنها لوعة لكنه مؤمن صابرا على قضاء ربه لتصبح زوجته شاكية وجيعتها
صعبان عليا اللي حاصل مع بنتي وجسار جوزها نفسي اشوف ولادهم الاتنين نفسي اشيل حفيد ريحانة أختي عشان يعوضني مۏتها قلبي بيتقطع يا رضوان ومش عارفة حتي أواسيها ازاي
بس انتي مؤمنة وموحدة بالله وعارفة انه له حكمته في كل شيء حد عالم الغيب
ونعم بالله يعني تفتكر لو جربوا تاني ممكن يخلفو طفل سليم
هو صعب علي ربنا
حاشا لله طبعا لأ
يبقي خلاص سلمي أمرك للي ما يصعب عليه شيء اللي خلانا نعرف ان جسار ابننا بعد كل السنين دي قادر يرزقهم
كفكفت دموعها وقد بثها بعض الأمل
عندك حق يا رضوان وانا هفضل ادعي ليل نهار لحد ما ربنا يتقبل مني
أيوة كدة يا ست الكل هي دي الروح اللي كلنا محتاجينها ربنا بجبر خاطرنا ويفرحنا قريب
منذ اقتراحها الذي فجرته بوجهه منذ يومان وهو يشعر بالصدمة نحوها ويتجنبها قدر استطاعته كيف تفكر بتلك الطريقة هل تريد فراقه لتقود تجربة زواج أخرى مع غيره وتنجب أطفال أصحاء! الغيرة والحزن يمزقانه لمجرد الفكرة ما باله بالفعل! لا لن يسمح لها هي له وحده إن لم تنجب منه فلترضي بقضاء الله كما رضى هو رغم حاجته إليهم لكنه لن يحتمل فقدانها مهما كان الثمن
أما هي كل تفكيرها منصب عليه لا عليها تريده أن يحقق حلم العزوة التي يتمناها ولو من غيرها فليتركها ويبحث عن أخرى ويتولاها الله بعدها لن تتحمل ان تشاركه فيه واحدة وهي على ذمته
محت دموعها وذهبت إليه عازمة على حسم الأمر بينهما وأصرارها علي الطلاق مهما كلفها ذلك
يا تري فكرت في طلبي
قالتها بجمود يناقض غليانها ليرمقها بجمود مماثل وهو ينسحب من محيطها دون اكتراث لتقبض ذراعه قبل أن يذهب صائحة بحدة جسار انا مش بهزر أنا عايزة اطلق وكل واحد فينا يروح لحاله
حاله!
قالها وزجاج نظرته الجامدة يتشقق ويبرق ويشتعل شرر غضبه المكبوت منذ يومان الحال ده اللي هو ايه بالظبط إنك تتجوزي غيري وتخلفي ولاد مش مشوهين وتعيش حياتك هو ده حالك اللي بتتكلمي عنه يا شمس! ده اللي انتي عايزاه فعلا وهتقدري تعمليه
رغم إنكسارها تمسكت ببرود وجهها وقټلت بنبرة ثلجية دي حاجة تخصني لوحدي اتجوز او
لأ هيفرق معاك ايه
ثم نظرت له بنظرة مهتزة عكست مشاعرها الحانية المهم انت تتجوز غيري وتحقق منها حلمك وتعمل عيلة مش ده كلام الدكتور ياجسار قال طول ما احنا سوا مش هنجيب ولاد كويسين
مالكيش دعوة بيا أنا راضي وعلي چثتي حد غيري يلمسك انتي هتفضلي مراتي وعلى ذمتي لحد ما اموت فاهمة!
للمرة المليون بقولك اني راضي و متأكد إن ربنا هيعوضنا و كفاية عليه عرفت أهلي و بقى ليا عيلة تخصني و الحمد لله علي حكمته
نظرت له بدهشة انت بجد مش ناقم علي اللي بيحصل يعني و لا مرة قلت في نفسك ليه بيحصل معايا كده ولا قلت اجرب مع غيرها واجيب ولاد
و الله ما حصل و لا
هيحصل أنا مؤمن بقضاء ربنا
طالعته بحب يسيل من عيناها مع همستها بحبك
ابتسم
بعد مرور قرابة الأربع سنوات
نديم تعالى هنا كمل أكلك تعبت ماما معاك
صاحت سارة وهي تركض وراء طفلها الأول لاهثة ليأتي أدم من خلفها