للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ج١
هو يقول بقوة
أنا اللي قولتله ييجي يا جدي عشان دا بيته
تبلور الڠضب بعيني رجيم الذي صاح بانفعال
انت بتكسر كلامي يا يوسف !
بادله يوسف الحديث بنفس القوة و هو يقول
انا مبكسرش كلامك يا جدي بس القصر دا مش قايم لوحده القصر دا مبني على عمدان ولاد الحسيني و لو عمود منهم اتكسر و لاغاب عن مكانه القصر دا هيتهدم فوق راسنا كلنا
ينظر إلى أخيه بفخر
و أدهم عمود من عمدان القصر دا عشان كدا مينفعش يتطرد منه أبدا
ثم وجه أنظاره للجميع و هو محتفظ بوجودها بالقرب منه قائلا بعنفوان يليق به
احنا كلنا عيله و المفروض نبقى إيد واحدة و نبقي في ضهر بعض العيله دي كفايه عليها اوي الاعداء اللي بره مش محتاجه أعداء جوه كمان
طول ما احنا مشتتين كدا سهل اي حد يدوس علينا و دا اللي مش هسمح بيه و لآخر يوم في عمري هتفضل العيله دي راسها مرفوعة و أي حد هيفكر يقرب من البيت دا أو سكانه هيلاقيني قدامه
كانت لهجته حادة تحمل الكثير من الوحيد و التحذير الذي تبلور في جملته الأخيرة
قائلا
يمكن انا مش اسمي مازن الحسيني بس انا في ضهرك يا صاحبي
اجابه يوسف بنبرة يملؤها العرفان
العيله مش بس اسم يا مازن و انت اخويا و صاحبي و دي عيلتك و دول اهلك
طب ايه يا شباب مش عايزين أخ صغير وسطكوا
انطلقت الضحكات من أفواههم قبل أن يضيف أدهم بمزاح
والله يا عمي انت باشا و اللي يشوفك يقول انك اصغر مننا فعلا
طول عمرك راجل من ضهر راجل يا يوسف و انا معاك في اي حاجه
ثم نظر الي صفيه نظره ذات مغزى لتبتسم هي بتفهم و لكن يبقى لكل جنة شيطان و كان هذا الشيطان متجسد في إمرأة رقطاء اخترقت سمومها اجوائهم الدافئة
مش لما تبقى موجود الأول تبقى تقف معاهم يا مراد بيه
قريب اوي هيزول السبب اللي مخليه مش موجود وده وعد مني !
قفز الړعب إلى قلبها من نظرات يوسف و مغذى حديثه
و أخذت الاستفهامات تطن برأسها كالذباب فهل يا ترى تلك الحمقاء كاميليا اخبرته بما حدث ولكن سرعان ما نفى عقلها هذا الهاجس فلو علم شيئا كان سيقيم القيامة ولمن يبقى السؤال حائرا لماذا يتحدث بتلك النبرة و ذلك التأكيد
نورتي بيتك يا حبيبتي
ليتقدم مراد تجاهها هو الآخر و هو ينظر اليها بنظرات اعتذار قائلا بحب
الف سلامه عليك يا كاميليا حقك عليا مسألتش عليك و انت تعبانه
شعرت كاميليا بحنانه فقالت برقه
و لا يهمك يا عمو حمد لله على سلامة حضرتك
الله يسلمك يا حبيبتي نورتي بيتك يا غالية يا بنت الغالي
ثم نظر الى يوسف بنظره ذات معنى و اردف
و مرات الغالي
خجلت كاميليا من حديثه و شعر رحيم بالڠضب يتصاعد بداخله بعدما انتباه الغبطة لحديث يوسف و تجمع عائلته من جديد لتذكره كلمات مراد بتلك الحقيقة التي يرفضها عقله و لكنه آثر الصمت حتى إشعار آخر
دا نور حضرتك يا عمو والله حضرتك وحشتنا اوي
اقترب مراد منها و قد افرحته كلماتها بشده و قال بحب أبوي كبير
طب تعالي في حضڼ عمك بقي
ما ان همت بالارتماء بين ذراعيه حتى وجدت ذلك المارد يقف بالمنتصف و هو يقول بغلظة
إيه هي وكاله من غير بواب حضڼ مين اللي تيجي فيه
ثم الټفت إليها و القى عليها نظرات ارعبتها قائلا
و إنت إيه رايحه كدا علي طول
تفاجئوا جميعا من فعلته و غيرته التي لم يستطع التحكم بها فقد كان دائما بارد لا يعرف احد دواخله أما الآن فلم فققد سيطرته أمامهم و قد كان هذا ما يفكر فيه رحيم و هو ينظر بذهول لحفيده
قهقه كلا من مراد و مازن و أدهم بشده على غيرته وقال مراد بجانب اذنه
بالراحه شويه يا جو عينك هتطق شرار
كان هذا صوت صفيه التي أرادت إنهاء الموقف سريعا
ليلتفت يوسف إلي كاميليا قائلا بصوت ينافي نظرات الڠضب التي تطل من عينيه
هدخل المكتب ورايا شوية شغل هخلصهم و انت خليك مع ماما و روفان
و انا جاي معاك يا يوسف
كان
هذا صوت مازن الذي تبعه صوت أدهم و هو ينظر بسخريه لجده و يقول
و انا جاي معاك يا جو اصل عندنا شغل عايزين نخلصه
انصرف جميهم كلا إلى وجهته لينفجر
يوسف ما ان اغلق ادهم باب المكتب خلفه
زي ما توقعت كاميليا بتكذب عليا خبت عليا السبب الحقيقي لهروبها
تحدث مازن في محاولة لتهدئته
إهدى يا يوسف شويه انت ايه عرفك إنها كذبت عليك
حاول يوسف تمالك غضبه ليقول من بين اسنانه
طلبت الطلاق !
فغر أدهم فاهه من فرط الذهول و كذلك مازن ليتابع يوسف بسخريه
عايزانا نمثل اننا متطلقين قدامهم
هي كاميليا اټجننت
كان هذا صوت ادهم الذي ڠضب لڠضب اخيه ليردف مازن بهدووء
لا هي اكيد متجننتش هي زي ما يوسف قال في سبب كبير يخليها تطلب دا مش بس مجرد ټهديد
انا واثق ان سميره السبب و مش بعيد جدك كمان يكون له يد فيه
هكذا تحدث أدهم بحنق قابله مازن باستنكار
أدهم حاسب على كلامك دا مهما كان جدك !
عانده قائلا
انا عارف بقول ايه يا مازن
قاطعهم يوسف قائلا بحزن
أدهم كلامه صح يا مازن جدي بقصد او بغير قصد له يد في الموضوع
يوسف انت بتقول ايه
كان هذا صوت مازن المذهول من حديث يوسف الذي أجابه بجمود
انا لسه متأكدتش بس عندي شك بنسبه كبيرة
تحدث أدهم بنفاذ صبر
طب و هنتأكد ازاي
اطلق يوسف تنهيدة خرجت من اعماقه و قال
هيبان اللي خلى كاميليا تهرب قبل كدا مش هيسكت غير لما اللي حصل دا يتكرر تاني
في الخارج قام الخدم بإعداد مائدة الطعام و كانت صفية تباشر عملهم إلى أن اقتربت منها سميرة
قائله بخبث
ايه يا صفيه شيفاك فرحانه اوي و ضحكتك منورة وشك كل دا عشان كاميليا جت من المستشفى و لا تكونيش ناسيه انها كانت هربانه من ابنك و هو قبل علي نفسه و رجعها لا و ايه جاييها تحت جناحه كدا عادي قدامنا كلنا و لا كإنهم كانوا في شهر العسل !
تصاعدت أبخرة الڠضب في أعين صفيه من حديث تلك الرقطاء المسمۏم و لكنها ابت ان تجعلها تشعر بالانتصار عليها لتنظر لها نظرة ملؤها الاحتقار وهي تقول بتشفي
فرحانه عشان شايفه ولادي ربنا يخليهملي متجمعين مع بعض و ضحكتهم منورة وشهم و الحمد لله ربنا رجعلنا كاميليا بالسلامه من عند خالتها اللي كانت قاعده عندها بعلم جوزها انت بقى ايه مضايقك و مخليك تهري في نفسك كدا
شعرت بكلماتها و كأنها دلو مياه انسكب فوق رأسها لتحاول منع تصاعد الڠضب بداخلها و تقول بهدوء عكس ما يعتمل بداخلها من حقد
أبدا و انا ههري ليه انا بس صعبان عليا الكبير بتاعنا حته عيله متجيش لحد كتفه تضحك عليه !
صفية بسجفتء
و مين قالك يا سميرة انها بتضحك عليه
تلونت الحرباء بلون الجدية
باين اوي يا صفية و بعدين هي هتجيبه من بره ماهي طالعه لأمها !
صفية بنبرة محتقرة
أمهااا انت مشكلتك مع امها عارفه يا سميرة كتير بسأل نفسي انت بتغيري من زهرة الغيرة دي كلها وهي مېته امال لو كانت عايشه كنت عملتي ايه !
لم تستطع سميرة منع تدفق الكلمات من فمها لترد پغضب شديد
اخرسي زهرة مين دي اللي اغير منها مبقاش غير الرخيصة دي اللي اغير منها والله عال !
انت اللي تخرسي و تحترمي نفسك و انت بتتكلمي عن امي
كان هذا صوت كاميليا الغاضب ما ان سمعت كلمات سميرة المهينه عن والدتها حتى اشتعلت الڼار برأسها و لم تستطع تمالك نفسها مما أثار ڠضب سميرة و لكنها نظرت اليها نظرة ذات مغزى قائلة بسخريه
الله
الله دي القطه المغمضه فتحت و بقت ترد !
ثم قامت باللف حول كاميليا لترهبها وهي تبث سمومها بنبرة تشوبها السخرية و الوعيد
بقي انا مش محترمه يا بنت زهرة !
فطنت كاميليا إلى ما تشير اليه و لكنها تماسكت وقالت بقوة وهي تنظر اليها بكره كبير
لما تغلطي في واحده مېته و تقولي عنها الكلام دا يبقي ايوا مش محترمه !
ثارت ثائرة سميره و قالت بصياح غير عابئه بشئ حولها
طب انا بقي هعيد تربيتك من اول وجديد و هعلمك الاحترام اللي امك معرفتش تعلمهولك يا بنت زهرة
ثم رفعت احدى يديها لتهوي على وجه كاميليا التي أغمضت عينيها بشدة تنتظر سقوط الصڤعة فوق خدها و إذا بها تتفاجئ بتلك الانفاس الغاضبه التي امسكت بيد سميرة لتمنعها من الوصول إليها و الكل النظرات التي تلبستها شيطاين الڠضب الذي تبلور في ذلك الصوت الرنان الذي هز أركان القصر
يتبع
الثالث والعشرون
كل ما أتمناه في هذه الحياة هو ألا أسير في الاتجاه الخطأ ألا تنطفئ روحي من كثرة التجارب و ألا اكتشف ماهيه قلبي بعد ما تنتهي طاقتي و أن لا ألتفت إلى الوراء أسأل نفسي في أي لعنه أفنيت عمري
نورهان العشري
إيدك لو اتمدت عليها تاني هكسرهالك فاهمه
ارتجف جسد سميره من شدة الصدمه و هي تطالع تلك النيران التي تندفع من أعين زوجها الغاضب فهي بقاموسه قد
تخطت بفعلتها كل الخطوط الحمراء فيكفيه ما عاناه معها طيلة هذه السنوات و التي كانت السبب في بعده عن وحيدته و عائلته ليجدها
علي وشك لطم تلك اليتيمه ابنة أخيه فلم يكفيها كل ذلك التجبر و الظلم في حق والدتها حتي ټنتقم من طفلتها أيضا عند هذا الحد لم يتمالك نفسه و قد قرر بأن يضع حدا لأفعالها الغاشمة
انت اټجننتي يا سميره ايه اللي بتعمليه دا !
كان هذا صوت صفيه التي ما أن وقف مراد ليمنع سميرة من فعلتها الحمقاء حتي اندفعت لتحتضن تلك التي ترتجف من خۏفها فبرغم جرأتها منذ قليل إلا أنها ما زالت تخشي تلك المرأة و بشدة
ايه اللي بيحصل هنا !
تحدث رحيم القادم من الأعلى و يليه خروج يوسف الذي ما أن سمع صوت الشجار في الخارج حتى خرج مهرولا يسبقه قلبه لهفة علي محبوبته يخشى أن يصيبها أي مكروه فهو لا يطمئن سوى لوجودها بجانبه ليخرج إسمها من بين شفتيه دون وعي
كاميليا!
فإذا به يتفاجئ بذلك المشهد الذي جعل الډماء تندفع إلى عروقه من شدة الڠضب حيث كانت ترتجف في أحضان والدته من شدة بكائها الذي مزق نياط قلبه ليرتفع رأسها