الأنشودة التاسعة نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار
أنت كل حاجه عندك سودا حتى العسل ! دا حزن ايه دا اللي حط عليك دا يا مروان
همت بحدة
_ بتقول حاجه يا مروان
مروان بلهفة
_ لا يا حبيبتي دانا بقول أن اللون الاسود لون جميل . و ميحبهوش غير العظماء . اللي زيك كدا !
_ اه انا بحسب !
مروان بتملق
_ لا تحسبي ايه هو انا اقدر دا أنت لو بتحبي الاسود اسخمطلك وشي هباب عشان خاطرك ..
_ لا وعلى ايه هو أنت ناقص تشويه في منظرك
تعالت الضحكات و من بينهم ضحكات شيرين المجلجلة و قهقهات كلا من طارق وهمت المتشفية و شاركتهم أيضا ريتال فناظرهم مروان بسخط وهو يقول
_ عجبتكوا اوي والله ما فيكوا صاحب يتصاحب ! ماليش غير البت جنة هي اللي حبيبتي.
طافت أنظاره على الطاولة ولم يجدها فقال باستفهام
لم يمهلهم الوقت للرد بل قال بسخط موجها حديثه لفرح
_ ما تقومي تشوفي أختك بدل ما أنت لازقة فيه كدا !
زجره سالم قائلا
_ اظبط نفسك بدل ما اظبطك .
لا تعلم لما انتابها شعور قوي بالقلق على شقيقتها لذا التفتت تناظره قائلة بهدوء
_ هقوم اطمن على جنة و اشوفها اتأخرت ليه
_ افطري الاول عشان تاخدي دواك . وبعد كدا اعملي اللي أنت عايزاه ..
أوشكت على الاعتراض فاوقفتها نظرته الصارمة فلجأت للصمت إلى أن انتهى وقت الإفطار و توجه سالم برفقة كلا من مروان و طارق إلى غرفة المكتب و توجهت هي رأسا إلى غرفة جنة التي كانت تجلس أمام المرآة ترتدي ثوب الإستحمام و خصلاتها تتناثر منها قطرات المياة كما تناثرت قطرات الألم من عينيها التي كان احمرارها يوازي جمرات مشټعلة بنيران الچحيم التي ألقيت به !
استفاقت من شرودها على كلمات فرح المداعبة فحاولت محو معالم حزنها قبل أغتصاب ابتسامة واهنة على ملامحها الشاحبة و هي تقول
_ فرح . صباح الخير .
_ صباح الورد و الفل و الياسمين . عامله ايه النهارده
هكذا استفهمت فرح بحنو و قد شعرت بخطب ما في نظرات شقيقتها ولكنها لم تفصح عن مكنوناتها
_ لا نزلت و فطرت و خدت دوايا و جيت اشوفك منزلتيش تفطري ليه
اجابتها وهي تعيد لملمة خصلاتها
_ لسه صاحية ويدوب خدت شاور و كنت هنزل .
هربت من أسر نظرات شقيقتها متوجهة إلى داخل غرفة لملابس وهي تقول
_ ثواني هغير هدومي و اجي ننزل سوى ..
_ مزاجك مش حلو ولا ايه
هكذا استفهمت فرح فغزى الأضطراب قلب جنة التي لم تكن تريد الخوض في أي حديث قد يودي بها إلى إنهيار آخر
_ لا ليه بتقولي كدا
فرح بنبرة ذات مغزى
_ اصل اللون الكحلي مش أحسن حاجه بالنسبالك
ابتسمت جنة بمرارة خالطت نبرتها حين قالت
_ أنت لسه فاكرة يا فرح خلاص بقت كل الألوان شبه بعضها .
خطت فرح إلى حيث تقف و قامت بامساك رسغها لتديرها إليها وهي تقول بحنو
_ بتهربي من ايه يا جنة و بتداري عيونك مني ليه
بشق الأنفس استطاعت اڠتصاب تلك البسمة و استجداء بعضا من ثباتها وهي تقول
_ بهرب ايه بس أنت مالك النهاردة
_ انت اللي مالك يا جنة عنيك فيها دموع كتير على الرغم أن الحمار دا معناه انك عيطتي كتير أوي . حصل ايه لكل دا
هل تجروء على الحديث دون أن تصرخ حتى تهتز أرجاء هذا المكان هل تستطيع احتمال ثقل كلماتها و ذرف ۏجعها و قلة حيلتها أمام رغبتها العاتية في الإنتقام من من قام بټدمير حياتها
_ مفيش حاجه يا فرح. انا بس شديت مع سليم شويه .
باغتها استفهام فرح الصاډم
_ بخصوص حازم
امتقع لونها جراء استفهام فرح التي تكهنت بما حدث ولكنها لم تدرك مدى فداحته ولا تأثيره على جنة التي استدارت تحاول انتزاع أنفاسها الغاضبة قبل أن تقول مغلولة
_ متجبيش سيرة الحيوان دا قدامي ..
_ ينفع نقعد نتكلم شويه
عاندت قائلة
_ مفيش كلام نقوله يا فرح ..
فرح بإصرار
_ لا في يا جنة . و في كتير لازم يتقال ..
التفتت بحدة اجفلت فرح التي هالها حديث شقيقتها حين صړخت بحدة
_ مش عايز اتكلم عن الزفت دا . مش عايزة اسمع اسمه . و لا حاجه تفكرني بيه ..
فرح بتعقل
_ ياريت تكوني نسياه فعلا يا جنة وقتها مش هيكون في كلام يتقال .
جنة بسخرية مريرة
_ هو النسيان سهل اوي كدا
فرح بهدوء
_ لا . بالعكس دا صعب . بس مش مستحيل. دي نعمة ربنا انعم علينا بيها عشان بيحبنا ..
جنة پانكسار
_ واللي مش عارف ينسى يبقى ربنا مابيحبوش !
اقتربت فرح خطوتين تحاول احتواء ذلك الألم الهائل الذي يقطر من عيني شقيقتها
_ لا طبعا . ربنا نعمه كتيره علينا يا جنة. و نبقى وحشين لو معترفناش بنعم ربنا علينا . عشان وقتها ربنا هيغضب علينا ..
تاهت الاحرف من من شفتيها واحتارت كيف تصيغ معانتها فادارت رأسها إلى الجهة الأخرى بيأس احتضنته كفوف فرح الحانية التي حوت وجهها لتديرها إليها وهي تقول
_ راميه نفسك في بحور ڼار و مستنيه منها تعوم يا جنة !
استنكرت پقهر
_ انا اللي رميت نفسي يا فرح
فرح بتصحيح
_ ربنا اختبرك و لما صبرتي كافئك . يبقى تيجي تعترضي و تسيبي نفسك للشيطان يشوه كل الحلو اللي حواليك
اندفعت بلهفة
_ لا طبعا أنا والله بحمد ربنا كتير على كل حاجه حصلتلي خير او شړ . حتى مرضي انا راضيه بيه و بكل اللي يجيني منه . بس ...
صمتت لثوان غير قادرة على سرد ما بجوفها من أوجاع ثم قالت بلهجة محشوة بالألم
_ مش قادرة اتخيل أنه ممكن يعيش و يتهنى بحياته بعد كل اللي عمله فيا و في غيري مش قادرة اتخيل أنه ممكن يشوف ابني عادي كدا و يقوله يا بابا مش قادرة اتقبل فكرة أن نفسه يكون موجود في مكان انا فيه ..
قالت جملتها الأخيرة بصړاخ ارتج له قلب فرح التي احتوتها علها تقذف بعض الطمأنينة في قلبها قبل أن تقول بحنو
_ اهدي يا حبيبتي . مفيش حاجه من دي هتحصل .
انتزعت نفسها من بين يدي فرح