الأنشودة التاسعة نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار
ولا اقول هيمان في بحر العشق المالح لما جتتك هتنشف أن شاء الله .
تراقصت أبخرة الڠضب أمام عيني طارق ولكن فجأة لمع عقله بفكرة رائعة جعلته يلتفت إلى سالم قائلا باندفاع
_ بقولك ايه يا سالم انا قررت اتجوز !
لم تتغير معالم سالم بل تشابهت مع جمود لهجته حين قال
_ و ايه كمان
طارق بجديه
سالم بفظاظة
_ فين الهزار في كلامي مش مفروض كلامك له كماله ولا عايز اتجوز و اقطم على كدا ..
تحمحم طارق بخفوت قبل أن يقول بخشونة
_ اه طبعا له كماله . انا عايز اتجوز شيرين .
تدخل مروان بسخرية
_ شيرين عبد الوهاب لا رجعت لحسام حبيب معلش . خدلك لفة و ارجع تاني تكون خلعته ولا حاجه ..
_ اتلم ياد بدل ما الخبطلك معالم وشك ..
مروان ببراءة
_ يا ابني مش بعرفك . اومال أسيبك على عماك..
طارق بسخط
_ عمايا ايه يا متخلف انت عايز اتجوز شيرين بمن عمتك ..
مروان بتحسر
_ لا انت اكرملك تستنى لما شيرين تخلع حسام عشان عمتك قافله على بناتها زي الكماشة و مش هتطول صوباع من واحدة فيهم .
_ و كمان أنا ضارب بينكوا إسفين ميخرش المية يعني استحالة هتبص في خلقتك تاني ..
زمجر طارق بشراسة
_ ما انت عشان حيوان و لسانك عايز قطعه ..
أوشك مروان على الحديث فتدخل سالم قائلا بصرامة
_ بطل هري يا مروان . ركز معايا يا طارق . شيرين موافقه عاللي انت بتقوله دا
_ ولا عارفه ولا عايزة تعرف شكله اصلا
زفر طارق بحدة قبل أن يقول بغلظة
_ متعرفش . لسه مفاتحتهاش .
سالم بحزم لينهي النقاش في الأمر
_ يبقى تأجل الكلام في الموضوع دا لحد ما تعرف رأيها و بالمناسبة خليك حذر في التعامل معاها عشان هتلاقيني في وشك .
لم يعجبه الحديث فزمجر غاضبا
سالم بغلظة
_ لا بختصرهالك في طريق واحد مفيش غيره و انت مجبر تلتزم بيه .
زفر بحنق فهو يعلم بأنه محق في حديثه ولكن ما حيلته أمام كل تلك العوائق التي تضعها في طريقهم !
_ طب انا تحمل ازاي تكوني قدامي كدا من غير ما اقرب منك كل شويه
هكذا تحدث ياسين وهو يحويها بنظراته العاشقة فتململت في مقعدها بجانبه في السيارة وهي تقول بتذمر
ياسين بلوم
_ لوحدك ! و انا مش مالي عينك ولا حاجه
اقتربت بدلال تجلى في نبرتها حين قالت هامسة
_ يا سينو يا حبيبي انت مالي عيني و قلبي . و مفيش حد يتقارن بيك اصلا
ارتج قلبه لحديثها و دلالها ولكنه استنكر ذلك اللقب الذي أطلقته عليه لذا قال بتبرم
_ شوفي مش انا كنت معترض انك تعملي نفسك متعرفينيش . بعد سينو دي إياك تقولي لحد انك مراتي . هتجرسينا في البلد .
تعالت قهقهاتها من حديثه و قالت بمزاح
_ ليه هو سينو وحش
ياسين بتهكم
_ وحش ! طب جربي تقولي سينو دي قدام جدي احتمال يجيله ذبحة صدرية لو سمعها . يالا قدامي . قال سينو قال ..
تدلى من السيارة وهي بجانبه على اتفاق بأن يفترقا على مشارف بوابات الجامعة فتركها على مضض بعد إلحاح كبير منها فزفر بحنق تجلى في نبرته حين قال
_ أنت غير منطقية وانا موافق بس عشان مزعلكيش بس الوضع دا مش هيستمر كتير . اعملي حسابك .
حلا بلهفة
_ حاضر . والله أوعدك ..
لم تفلح لهفتها ولا لهجتها الرقيقة من التخفيف من غضبه ولكنه تركها على مضض بعد أن شدد عليها قائلا
_ متخرجيش من الجامعه غير لما اكلمك اقولك اني مستنيك بره . اتفقنا ولا لا
_ حاضر اتفقنا .
واصل تنبيهاته إذ قال آمرا
_ و مفيش اي اختلاط بأي شباب . اللي ييجي يقولك نتعرف تخرمي عينيه و تناديني اخرم العين التانيه .. سامعه
حلا بلهفه
_ حاضر سامعه . والله سامعه .
ياسين بوقاحة
_ طب فرصة وأنت مسالمة كدا ما تجيبي اي حاجه .
شهقت من وقاحته وقالت تؤنبه
_ ياسين . انت اټجننت احنا في الشارع !
ياسين بامتعاض
_ مانا معذور بردو . مسمعتش منك حاضر دي من يوم ما اتجوزتك . جايه تقوليها في نص الشارع ! يالا ياختي ..
حلا بيأس من أفعاله
_ مچنون والله مچنون .
_ جهزت العربية
صحح مروان جملة سالم قائلا
_جهزت العربيات ! احنا مش هنروح معاك يا كبير ولا ايه
سالم بملل
_ هتروحوا معايا تعملوا ايه يا مروان هجيب الحاجه واجي على هنا . مش مستاهله زحمة في الفاضي ..
مروان باستنكار
_ ايه زحمة في الفاضي ! ليه هي اي حد دي الحاجة أمينة على سن و رمح . قليل لو ما جبنالها زفة من المستشفى لحد هنا .
تدخل طارق بسخط
_ انت متخلف يا ابني
مروان بنفاذ صبر
_ دا تقدير يا جاهل . روح اجري شوف شادية الهبلة بتسأل عليك ... قصدي شادية الهلالي .
_ اللهم طولك يا روح .
لم يكن ينتبه لحديثهم فكانت عينيه تراقب فرح التي كانت ملامحها لا تفسر وتتنافى مع بريقها قبل الصعود لرؤية جنة و هاهي قد بدأت أحدى الأزمات المؤجلة في الصعود على السطح .
زفر بقوة قبل أن يرسل أليها غمزة فحواها ماذا يحدث فتلقى إيماءة من رأسها بمعنى لا مجال للحديث فزفر بتعب قبل أن يقول بجفاء
_ سليم زمانه سبقني على المستشفى هحصله على هناك و انتوا استنونا هنا ..
مروان بصياح
_ طب والزفة دانا كنت ناوي اجيب مزمار !
صاح طارق بنفاذ صبر
_ انت واثق في الحيوان دا ازاي يمسكلك الحملة الإنتخابية بتاعتك
سالم بجفاء
_ والله انا خاېف ألاقيه بيلف بحمار في البلد و بيقولهم انتخبوا سالم الوزان !
_ فيك ايه يا سليم عنيك مطفيه ليه
هكذا استفهمت أمينة بهدوء وهي ترى ذلك الظلام الذي يغلف نظراته و يعكس ذلك الحزن الدفين بأعماق قلبه والذي تجاهله وهو يقول بمزاح
_ الحاجه أمينة بتفوق عليا ولا ايه مالها عنيا
اكتفت بكلمه واحدة تحوي الكثير بداخلها
_ مبتلمعش .
مع كل هذا الألم الذي تستشعره روحه هل يمكن لعينيه ألا تنطفئ !
_ قرب مني يا سليم ..
هكذا تحدثت قبل أن تتيح له الفرصة للحديث فتقدم منها بخط وئيدة و كأنه يحارب الانهزام بين ذراعي والدته التي احتوت كفوفه بين يديها وهي تقول بحنو
_ طول عمرك حقاني يا سليم و اللي بيختار طريق الحق