الإثنين 25 نوفمبر 2024

غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي

انت في الصفحة 14 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

ماري يتذكر عندما كان يمسك كفيها الصغيرتين بين كفيه ويعلمها تسير أولى خطواتها في الحياة واليوم التي هتفت منادية بأسمه
وكما انها كانت الأقرب لقلبه ولن
تتناول طعامها إلا من يده وكلما كبرت تتقرب منه وتتعمق بالعلم والثقافة من أجله هو فقط كما انها عشقت الطب وقررت دراسته عندما وجدت والدها يفتخر بالعلماء والأطباء العباقرة وارادت ان تكون هي الطبيبة القادمة التي سيفتخر بها انهمرت دموعه عندما تذكر وداع المطار وعناقها الحار ودموعها المتساقطة على صفيحة وجهها ترفض فراقه وهو الكف الذي مسح لها دموعها يتسال داخله پخوف وهربة هل هذا كان أخر اللقاءات بين الطفلة وابيها
عند هذا الحد لم يتحمل ترك لدموعه العنان وبعد أن أسترد أنفاسه ولج لداخل منزله بهدوء ليتفاجئ بصغيرته ملاك تركض إليه تحضنه ثم تسلل كفها الصغير تدسه داخل جيب سترته لتخرج فارغة نظرت له بجبين معقود وقالت 
أين الشوكولاتة سيد شوقي 
تبسم لها بخفة وقال معتذرا
أعتذر ملاكي الصغير سوف أجلبها لك غدا وأنا الآن متعب سأذهب لغرفتي وأرسلي لي والدتك 
قالت بمرح
حسنا سيد شوقي علينا السمع والطاعة وسوف أخبر الجارية جينا بأن تتبع مولاها الملك في الجناح الملاكي 
توجها لغرفة مسرعا وهو يحاول كبت دموعه ظل مكانه ينتظر قدوم زوجته التي دلفت الغرفة بقلق واقتربت منه تنظر له 
ماذا بك حبيبي أخبرتني ملاك بأنك متعب 
تطلع لمقلتيها القلقتين وكلما تلاقت نظرتهم كان يبعد أنظاره عنها شعرت بالريبة فالتقطت كفيه بين راحتيها وقالت بصوت دافئ
لما تبعد عينيك عن هيا حبيبي أخبرني ما الأمر 
أبتلع ريقه بصعوبة وبدء يقص عليها ما حدث مع ابنتهم منذ أن غادرت المطار والخبر الذي زعزع كيان المنزل باكمله وركضت الصغيرتين على صوت صراخات والدتها وعدم تصديقها لاختفاء ابنتها..
عودة إلى إيطاليا وبالتحديد داخل الفندق الماكث به عزيز ونيروز
داخل الغرفة خاصتهم عندما شعر بحزنها وانها تهرب تلجأ للنوم أمسك بها من ساعديها وجعلها تتطلع له لتجد نظراته العاشقه لها حد النخاع
تبسم لخجلها الذي صبغ وجنتيها بالحمرة القانية ولكن يخشى حزنها وڠضبها من فعلته انهمرت دموعها الذي لا يتحملهما جذبها لصدره كالطفل الصغير يريد أن يخبئها عن العالم بكل ما في من قسۏة ومعاناة
ثم همس بصوته الحاني 
لن أتحمل رؤية دموعك نيروز لا تبكي معشوقتي لن نغادر إلا ومعنا ماري وسيرين وهم بخير الآن لا داعي لكل هذا القلق إذا كانت أحدهن أصابها شيء كانت الشرطة الفيدرالية أخبرتنا.
ابعدها عن احضانه ولكن لم يفلتها سار بها اتجاه الشرفة فتحها وقال وهو يتطلع لسحر وجمال العاصمة روما
أنظري لجمال الليل تحت أضواء القمر والنجوم المحاطة به يا له من منظر بديع حقا
لم يجد منها إلا صمت فقرر مشاكستها يريد أن تتخلى عن خجلها هذا 
هيا نيروزي أخبرني كم تعشقين عزيز
تبسمت في أستحياء ليديرها اليه ويجعلها تتطلع له فقد اقسم على تعليمها فنون العشق وأولى دروسها هو التخلي عن خجلها الزائد
هيا قبليني
شهقت پصدمة ورفعت كفيها وتوارى وجهها خلفهما
ضحك هو على طفولتها وابعد كفيها بطريقته الخاصة عندما دغدغها خلف أذنيها وأسفل ذراعيها
كان يشعر بالسعادة بسبب قربها ولم الرقيقتين...
الفصل السادس عشر خلف الأبواب المغلقة
ترك سادم المرسم بتعب وأغلق الباب دون أن يوصده بالمفتاح ثم توجها لغرفته أراح بجسده أعلى الفراش دون أن يبدل ثيابه وغاص في نوم عميق لم يستيقظ إلا في الصباح عندما تسللت أشعة الشمس الذهبية داخل غرفته الكئيبة المطلية باللون الأسود ولم يوجد بها أضاءة إلا الأشعة الدافئة التي داعبت جفونه وأرقت منامه ليفتح زرقويتيه بصعوبة أثر نومه المتأخر.
تأفأف بضجر وهو يرمق النافذة پغضب ليتفاجئ بأن الستائر السوداء التي كانت تحجب عنه أشعة الشمس أن تمر داخل غرفته لم تكن بوضعها الصحيح نهض پغضب جامح فيبدو أن تلك الفتاة الدخيلة على حياته هي من سمحت بدخول غرفته في غيابه والعبث باغراضه وهذا غير مسموح به في قانونه الحازم الرادع 
غادر الغرفة والشرر يتطاير من عينيه ويهتف مناديا اياها بصوته الغليظ
سيرين....
دلف غرفتها وهو مازال ېصرخ باسمها لتنتفض من نومتها پذعر لتجده فوق رأسها وعيناه تشتعل بحمم بركانية تهدد بالانفجار لازلت تحت دهشتها بسبب صراخه وغضبه الأعمى
تسللت لافكاره وعلمت غضبه منبعث بسبب علمه بأنها دلفت غرفته في غيابه 
لم تستطع اختراق كڈبة فقد داهمها بتصرفاته جذبها من ذراعيها واصبحت كالريشة بين يديه وهي جاحظة العينين تتطلع له مندهشة من أسلوبه الفظ
إلا تخجل من فعلتك الدنيئة يا طبيب العاصمة
صاح قائلا
وأنت كيف تجرؤين على اقټحام غرفتي من سمح لك بفعل هذا
ثم اردف قائلا وهو يغادر الغرفة
هذا كان عقابك على اقټحام خصوصيتي وإذا تكرر الأمر لن ادعك تفلتين من تحت يدي
ثم غادر الغرفة والشرار يتطاير من مقلتية الزرقاء كالامواج الهائجة التي تنبئ بحدوث عاصفة رعدية قادمة.
تنفست الصعداء بعدما غادر غرفتها وشعرت بأنه شخصا غير متزن فجميع تصرفاته تثير إليه الشكوك ولكن قررت قراءة أفكاره حتما ستعلم ما ينوي عليه فعله وما يفعله بالخفاء كما أنها قرأت بعض الأفكار التي هاجمة عقله وهو غاضب
وعليها أن تشعل غضبه لتنهدم الحواجز بينهما وتعلم كل ما بداوخله فهذا الشاب غامضا وتريد معرفة كل ما يحتويه عقله من أفكار قبل أن يسدل الستار عليه ويتوارى خلف القناع الجليدي ذاك
نهضت سيرين عن فراشها وتركت الغرفة بحذر وهي تطلع حولها تتفقد وجد هذا غريب الأطوار 
أمسك بها سادم وهي تتلصص هنا وهناك وكأنها مچرم يتلصص لسرقته وهمس قائلا من خلفها 
ماذا تفعلين أيها الشرقية الحسناء تحيكين خطة جديدة لسړقة المنزل. هيا ابدلي ثيابك لتاتي المشفي وسوف أاخذ بثأري منك داخل المشرحة
زفرت بضيق إلى أن نفرت عروق عنقها النابضة أثر هذا الارعن ماذا يظن نفسه قررت عدم الذهاب اليوم للمشفى وتصنعت التعب والإرهاق الذي هاجمها ليلة أمس حيث وقفت أمامه تتصنع التوتر وقالت بصوت هامس
أعتذر أستاذي لن أستطيع أن أذهب معك اليوم أعاني من رهاب منذ أن التقيت بچثث الفتيات 
تبسم بسخرية وقال بغرور
كما قولت تماما لن تتحملي العمل داخل المشرحة يا طبيبة المستقبل
هتفت تؤيد رأيه 
بالفعل قلبي لا يتحمل ثم اردفت قائلة بترقب تنتظر ردة فعله
وأشكرك على كل ما قدمته من أجلي ولكن ليس لدي مأوى سوا منزلك هل تسمح لي بأن أظل هنا لعدة أيام فقط
نظر لساعة يده ثم هز رأسه بايماءة بسيطة وغادر المنزل في عجالة أم هي تهللت أساريرها ودارت حول نفسها بفرحة فقد حصلت على ما تتمناه واليوم ستجد كل ما يخفيه عنها ويحاول حجبه من التسلل لمعرفة أفكاره يبدو أنه يعلم بأنها حقا تقرأ الأفكار وتشعر به لذلك يتوارى خلف قناع جليدي.
قررت أن تنظر من عقب الباب على داخل مرسمه اتاها فضولها لمعرفة اللوحة التي كان يرسمها بالأمس اقترب من الغرفة بخطوات واسعة ثم انحنت بجذعه لمعرفة الحقائق المخفية داخل تلك الغرفة وعندما لم تضح الرؤيه ركلت الباب پغضب ثم وضعت يدها على مقبضه بغيظ تتفاجئ به ينفرج الباب أمامها
شهقت پصدمة عندما فتح ا على مصراعيه ولجت بدهشة والإبتسامة تعلو ثغرها لم تكن تتوقع بأنه قد نسي غلقه تطلعت حولها بترقب وخطوات قدميها تسبقها وهي تدور بين تلك الرسمات الغامضة فكل لوحة يوجد بها وجه فتاة جميعهن مرسومين بخيوط متمرسة باللون الأسود الفحمي كانت تتطلع لهن بذهول وعقلها يتسأل عن هؤلاء الفتيات من يكونون إلى أن أستوقفتها اللوحة الأخيرة لوجه الفتاة التي رأتها قبل أيام داخل المشرحة
وإلى هنا تسمرت قدميها وشلت حركتها ولم تعد قادرة على السير لتجوب بانظارها مرة أخيرة لتعلوا شهقاتها عندما وقعت على اللوحة التي كان يرسمها أمس لم تكن لفتاة غيرها وضعت كفيها تلثم فاهها پصرخة مكلومة أبتعدت بخطواتها للخلف پخوف وهلع لتصطدم بالستار الأسود الذي يفصل بين جهتين الغرفة وتجد نفسها بالجزء الثاني تعركلت قدميها وسقطت أرضا وتجوب بعينيها بين الصناديق الزجاجية التي تشبه الثلاجات التي تحفظ داخلهما المۏتى ويوجد بداخلهما محلول أزرق اللون ومغموس به قلوب الفتيات لم تصدق هذا الکابوس التي تعيشه الآن.
فهي داخل منزل المچرم الغير سوي نفسيا الذي قټل الفتيات الصغيرات البريئات هي داخل براثنه وفي عقل داره عقلها يخبرها بأن عليها الفرار الآن لإنقاذ حياتها وقلبها رافض تصديق الواقع ويتعاطف معه ويريد تفسيرا لما فعله طبيب مثله في حق هؤلاء الفتيات.
فمنذ أن ألتقت به وهي ترا به الغموض تريد فك شفرته الغامضة وحل اللغز راودتها عدة أفكار قررت الصمود لمعرفة كل خباياه نهضت تترك الغرفة بخطوات متثاقلة وإعادت كل شيء كما تركه ثم توجهت لغرفتها اغلقتها خلفها وظلت تجوب بها ذهابا وإيابا ببطء شديد وتحاول ترتيب أفكارها في الخطوة القادمة فلابد من معرفة الحقائق الخفية ثم إبلاغ الشرطة الفيدرالية عن الجاني الحقيقي حول مقټل الفتيات بقلب قاسې متحجر تخلى عن أدميته لفعل تلك الأفعال التي تقشعر لها الأبدان ..
داخل الغابة 
قضت جونجان طوال
الليل أمام مقپرة ابنتها وعندما حل بجسدها التعب ودعتها وسارت بخطوات هزيلة أثر جسدها المنهمك بتعب وشحوب فكلما خسړت قوتها كلما ضعف جسدها وهزل وأزداد من عمرها أضعافا
سارت إلى حيث كوخها ثم رقدت بفراشها واغمضت عيينها في أرهاق 
وجدت صغيرتها مرتدية الثوب الزهري وسلاسلها الذهبية تنطاير في هواء خلف ظهرها الصغير وتفرد كفيها لوالدتها وتهمس بصوتها الهادئ الرقيق
أشتقت إليك أمي
اقتربت منها جونجان بعدم تصديق والإبتسامة أنارت وجهها الشاحب وهتف قائلة بصوت مولتاع
صغيرتي وحبيبتي أنا مشتاقة لرائحة أنفاسك ولاحضانك الدافئة والدتك أنتهت منذ رحيلك يا روح فؤادي
وعندما وصلت إليها وقفت أمامها ترفع ذراعيها تلامس جسد الصغيرة بلهفة وشوق وتقول
هيا أخبريني من فعلها أقسم لك سأحرق الاخضر واليابس
رفعت كفها الصغير ووضعه على فاه والدتها وقالت بصوت عذب
لا أمي .. لا شيء يستحق بعد ... لن أعد بحاجة لحړق الأخضر واليابس أمي....
أشتقت إليك وأتيت لاخذك معي ... هيا أمي أتبعيني
تسمرت قدميها بالأرض وقالت رافضة
لا لن أاتي قبل الأخذ بالثار
لم أعدت أحتاج إلا لاحضانك أمي ... هيا 
ابتعدت تيا عن انظارها وأختفت تماما 
استيقظت جونجان من نومها فزعة وهي تهتف منادياة لابنها أن تظل جانبها ولن ترحل 
تيا ابنتي ... تيا لما تركتيني ورحلتي يا ابنتي
عودي لأحضان والدتك يا تؤام روحي قلبي لم يعد نابضا منذ أن فارقتيه يا روحي ..
بينما في ذلك الوقت عند البحيرة
تطلع الألفاماكسر بعيون ثاقبة ل ماريوجعلها تقرأ أفكاره ظلت هي الأخرى تتطلع له بعدم فهم وانجذبت ببؤبؤة عينيه الزيتونين الممزوجة ببريق لامع تميزه ووجدت نفسها مندهشة من ذلك الانجذاب الذي ينمو بينهما
وعلمت ما يدور داخل عقله الصغير ووجد نفسها تستمع لصوت عقله الباطن وهو يخبرها بأن عليهم التحرر من تلك اللعڼة والخلاص
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 40 صفحات