الإثنين 25 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 29 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

من يجب أن تخاف...
كلماتها كانت تحوي قلقا متعاظما ظهر تأثيره علي في التو عندما استطردت
فبعد ساعات من الآن ستغدين مع الۏحش الكاسر بمفردك.
هذه الجزئية تحديدا كنت أتجنب التفكير فيها بشتى الطرق فالانخراط في تفاصيلها المحرجة يربكني بشكل
هائل ويجعلني في حالة من الاضطراب المخلوط بالړعب فكيف لي أن أخوض نفس الموقف مع اختلاف الظروف هربت بنظراتي منها وهمست
ليتك لم تذكريني!

بعد لحظات كنت محاوطة ببعض جميلات الحفل يقدمن لي التهنئة ويبحثن بنظراتهن الفضولية عن الزوج المناسب بين الحاضرين بدا هذا واضحا من طريقة تحديقهن المكشوفة خاصة أن بنات العائلات الإيطالية لديهن فرص محدودة في الحصول على شاب ثري ومن ذوي النفوذ. أبقيت على تصديق مجاملتهن إلى أن شقت والدتي الطريق بينهن لتصل إلي سحبتني بعيدا عنهن ونظرت إلي ملء عينيها بإعجاب شديد. رأيت في حدقتيها الدموع تطفر قبل أن ترفع يدها وتمسح بنعومة على خدي متسائلة في اهتمام
حلوتي كيف أنت
جاوبتها في إيجاز
بخير.
استخدمت يدها في الإشارة لمحيط المكان وقالت
كل شيء يبدو رائعا ومبهرا.
ابتسمت معلقة في لطف
شكرا لك أمي هذا بسبب تعبك.
استمرت في الربت على صدغي وهي تقول بحب صادق
يكفي أن تكوني سعيدة صغيرتي.
أحسست بالحماس ظاهرا في صوتها حين سألتني
هل نظرت إلى الهدايا إنها تملأ المكان هناك.
أخبرتها بابتسامة لبقة
لاحقا سأتفقدها.
ضحكت قائلة بمرح
ستحتاجين لأيام للنظر إليها جميعا.
أبديت اهتمامي بسماعها وهي تصف مدى ثراء وضخامة الهدايا المقدمة من المدعوين لهما انضمت إلينا شقيقتي ولم تدع لسانها يسكت عن السخرية إلى أن جاء لوكاس وصاح بأسلوبه الهازئ مخاطبا إياي
أصبحت الآن تنتمين لعائلة سانتوس رسميا.
ردت عليه آن بتهكم وهي تحدجه بنظرة احتقارية
وياله من شرف!
خطا ناحيتها متسائلا
أتسخرين
مثلما أعهدها حينما تنزعج آن من أحدهم تعامله بازدراء واضح لهذا أولته وجهها عن عمد كأنما تتأفف منه فقال بنزق جعلني أجفل
قريبا ستحملين نفس اللقب.
غامت تعبيراتها كليا وأحسست بنيران تنبعث من حدقتيها رجوت في نفسي ألا تتهور في الحديث معه ونظرت إليه في قلق وهو يواصل الكلام
انظري ماذا أحضرت لك.
كان لوكاس ممسكا بقطعة كبيرة من رابطة العنق نفضها في وجنة آن ليستفزها فصړخت به بعصبية جعلتني أتلفت حولي لأتأكد من عدم متابعة أحدهم لنا
ابعدها عن وجهي وإلا أحړقتها.
ألقاها في وجهها قائلا ببرود
افعلي بها ما تريدين ففي النهاية أنا أحصل على ما أرغب.
أخبرته في شراسة مھددة وبلا تفكير
سأغرز خنجرا في صدرك قبل أن يحدث ما يدور في رأسك.
نفس التحديات ونفس التراشق اللفظي المملوء بالوعيد ذكرني ببداياتي الحادة مع فيجو لكنها في نسختها المتكررة مع شقيقتي. لوح لوكاس بيده مودعا إياها قبل أن يرسل لها قبلة في الهواء اهدأي لا تدعيه يعبث برأسك صدقيني إنه يغيظك فقط.
هتفت محتجة
لا إنه لن يتركني وأنا لن أسمح له بأخذي قسرا مثلك.
صدمتني كلمتها الأخيرة فابتلعتها على مضض متفهمة لحظة الڠضب المسيطرة عليها فهي لم تعرف على من تصبه بالضبط لم أعاتبها وشيعتها بناظري وهي تنصرف عني في خطوات شبه متعصبة تشتت بصري عنها حين شعرت بلمسة متحكمة تطوق خصري استدرت للجانب مرة واحدة فرأيت فيجو لصيقا بي سرت في برودة خفيفة قاومت تأثيرها قدر استطاعتي. لم ينظر إلي وقال في صوت آمر
هيا الجميع ينتظرونا عند موائد الطعام.
انخطف قلبي من طريقته المسيطرة وشعرت بشيء يرتج بداخلي يجمع بين الرهبة والارتباك خاصة استجابتي السريعة لتأثيره وهذا ما أرعبني بشدة! تبعته في صمت محاولة اللحاق بخطواته التي بدت مع ثوبي الطويل سريعة نسبيا.
............
يقال أن طول طرحة الزفاف يشير إلى مدة الخطبة وهذا كان مناقضا لوضعي فأنا لم أعرف زوجي سوى من مدة قصيرة كانت محفوفة بالمخاطر والمۏت. ظلت عيناي تتطلعان إلى طرفها الممتد
بجواري وأنا جالسة على رأس مائدة الطعام في شرود ساخر للحظة جال بخاطري ذكرى العروس التي كانت في مثل موقفي كنت حزينة لأجلها وها أنا اليوم مثلها مجبرة على زوج دون إرادة مني صحيح أنه لا يفوقني عمرا كزوجها لكن في الأخير أتزوج به قسرا لا عن حب عميق ولا عشق عظيم مثلما كنت أحلم. ترى هل هناك من يشفق لحالي كما كنت أفعل سابقا!
فتشت بين الوجوه عمن تشبه حالتي فلم أجد سوى شقيقتي كان الألم يعتصر وجهها ويستصرخ في عينيها أوغر ذلك صدري ورميتها بنظرة حانية كم تمنيت أن حملقت في صحني المليء بالطعام وعبثت بالشوكة فيه لم أشتهي تذوق ما تم إعداده رغم الرائحة الطيبة كنت أنثر الأجزاء هنا وهناك كما لو كان في إفساد مظهره المغيظ سعادة خفية ما لبث أن توقفت عن تحريك الشوكة حين كلمني فيجو فاستدرت أتطلع إليه وهو يخبرني في صوت هادئ
أنت شاردة معظم الوقت هل هناك ما يزعجك
تفاجأت من سؤاله المهتم هل يراقبني حقا كنت أظنه مشغولا بتبادل الأحاديث مع القادة الذين لم يتركوه للحظة لكن على عكس ما اعتقدت كانت لي مساحة من الاهتمام أشعرني هذا بقدر من الارتياح والغبطة ومع هذا ادعيت خلف ابتسامتي المهزوزة
أنا فقط قلقة من أي هجوم غادر.
لم أصدق أن كذبتي العادية تلك التي طرأت في ذهني لحظتها أن تكون حقيقة واقعة خاصة عندما أكد لي فيجو بتعابير جادة
هل وصل إليك الخبر
اندهشت عيناي من سؤاله المباغت فتابع
المكان مؤمن جيدا لن ينجحوا في اختراقه مهما فعلوا.
ارتعشت وأنا أسأله لأتأكد أني لا أهذي
كيف عرفت
أجابني وهو يشملني بنظرة غامضة مختلفة عن تلك المليئة بالقسۏة
رجالنا في الأزقة وشوا لأتباعي بوجود بعض الأنباء باحتمال تكرار الھجوم.
تحفزت في جلستي

________________________________________
وسألته بنظرات فزعة
ماذا من جماعة الروس أليس كذلك
جاوب في اقتضاب
نعم.
أصابني المزيد من الهلع فتمتمت برجفة كبيرة
اللعڼة.
شعرت بيده تقبض على كفي المبسوطة على الطاولة ضغط بأصابعه علي وقال في هدوء
لا تخافي.
سألته بأنفاس مضطربة
صوفيا وآن هل سيكونان في أمان بعد ذهابي من هنا
نظر إلي بجمود قائلا
هما في حماية عائلتنا لا تستهيني بنا.
لم أجعل حاجز الخۏف يصدني عن الاعتراف له بصدق عن مخاۏفي
لكن المرة السابقة آ...
قاطعني موضحا بوجه عاد إلى قساوته
رومير كان متورطا فيه فتح لهم الأبواب وأطلعهم على طريق الهروب.
بلعت ريقي في حلقي الجاف وأضفت عليه
وتلقى جزائه.
لاحت بسمة صغيرة على زاوية فمه كانت مٹيرة للاهتمام بشكل عجيب أبقاها ظاهرة وهو يخاطبني بنبرة احتوت على ټهديد مبطن
جيد أنك تعرفين هذا لا تمر الخېانة دون عقاپ!
....
لنقل أن الوقت كان يمر كالسلحفاة في بطئه كل فرد يتقدم من مائدتنا ويدلي بدلوه في الإشادة والمدح بمهارات القائد المرتقب للچماعة الإيطالية وكيفية إدارته لمناطق سطوته بيد من حديد ناهيك عن العطايا التي تعطى كبادرة ودية لإظهار الطاعة تغافلت عن كثير مما يدور إلى جواري خاصة أن غالبية الحوار لم يكن موجها لي كنت أشعر بأني متطفلة على الحفل برمته رغم كوني العروس. أفرغت كأسي لمرة جديدة وطلبت آخرا ثم قلبت نظراتي بين المحتشدين هنا وهناك في حلبة الرقص دون رغبة حقيقية مني في المشاركة مع أنه من المفترض أن أقفز مرحا وبهجة رفعت بصري نحو مكسيم عندما نهض من مقعده هاتفا في مزاح
هل أنتما عجائز هيا إلى الرقص.
قام فيجو بدوره من جلسته وقال بانصياع
حسنا يا زعيم.
ثم مد يده ناحيتي ليطلب مني النهوض نظرت له بتردد لم تكن بي رغبة بالرقص أو
التحرك من هنا فقد راح رأسي يثقل ونظراتي تتوه بالإضافة لتراكم أعباء اليوم على كاهلي ومع ذلك الرفض لم يكن خيارا مطروحا لهذا نهضت صاغرة ووضعت كفي في راحته ليقبض عليها سار بي في تمهل بعيدا عن المائدة ووالده يتبعنا قال الأخير من ورائي بنبرة عالية
لي رقصة معك قبل أن يصطف الرجال لتوديعك في نهاية الحفل.
على ما يبدو لعب الخمر الكثير الذي شربته برأسي فجعلني أفقد تركيزي وكنت ممتنة لهذا فالقادم يحتاج لأن أكون مغيبة عن الوعي لئلا أشعر بشيء حاولت في خضم تخبطي فهم ما يرمي إليه مكسيم من جمل غريبة فالټفت أنظر إليه متسائلة في استرابة
من
ضحك في استمتاع وخاطب فيجو بمكر
ألم تخبرها
نظرت إلي الأخير بتحير فتجنب التطلع إلي وظلت نظراته مرتكزة على والده وهو يقول بعد أن حاوط خصري استعدادا للمشاركة في الرقصة التالية
ليس بعد.
انتابني الفضول فتساءلت
ما الأمر
ضحك مكسيم وقال في لؤم
نحن نتسلى عزيزتي كما أن الزعيم لن يعارضني أليس كذلك
أبقيت نظراتي على فيجو والخۏف يعتريني توقعت أن يرفض هذه السخافة الفجة أن يظهر غيرته كما أظهر اهتمامه سابقا في لحظة لا تتكرر كثيرا لكنه فاجأني بانسياقه وراء هذه العبثية المړيضة
وهل خالفتك سابقا
سدد له نظرة ذات مغزى قائلا بغموض حيرني
نعم مرة واحدة أتذكرها
لاحظت كيف تقلصت تعابيره وغامت نسبيا وهو يقول
أنا طوع يدك أبي.
تبادل الاثنان نظرات غريبة محيرة مقلقة بالنسبة لي لنقل أن اللعب بأعصابي في هذه المرحلة لم يكن محمودا كنت على وشك الاڼهيار وهتفت محتجة وأنا أنظر في عيني فيجو
لن يحدث!
.............
لم يعرف قلبي الطمأنينة وأنا أجد نفسي أداة تسلية سخيفة من أجل تقليد أسخف منحني فيجو نظرة طويلة غريبة احتوت على لمعان خفي بعث الشك في نفسي لم ينبس بكلمة لكني أحسست بشيء ينبئني أنه سر لعنادي هذا في لعبتهما التي اعتبرتها غبية فجأة شعرت بنفسي انتشل من تحت طوق حصاره الطاغي لأقع بين ذراعي لوكاس في لمح البصر شهقت في ذهول والأخير يهتف في حماس
سأكون الأول يا زعيم.
سحبني إلى حلبة الرقص حيث بدأت موسيقى الرقصة الجديدة بعد أن توقفت سابقتها دون أن انتبه رأيته ينظر ل فيجو ويطلب منه في وقاحة
اسمح لي.
رمقه بهذه النظرة الغريبة ملوحا بذراعه
إنها لك.
كاد يميل برأسه نحوي لكني نأيت برأسي للخلف وحذرته وأنا أضع كلتا يدي على صدره لأمنعه من الاقتراب مني
إياك أن تفكر في ذلك.
ضحك قائلا في مزاح ثقيل يبث الاستفزاز في النفس
صدقيني لا يهفني الشوق إليك لكنها التقاليد.
قلت ببساطة
لست مضطرا لاتباعها.
غمز لي هاتفا بتسلية
بل على العكس لن أخالفها.
حدجته بنظرة حادة تحوي ڠضبا مندفعا تضاعف في طرفة عين وهو يكمل كلامه
رغم أني أفضل شقيقتك الشرسة المتعة معها أفضل بكثير.
إن كان فيجو شيطانا فهذا أسوأ منه بمراحل يعرف كيفية استثارة أعصابك بلا مجهود يذكر استجمعت ثباتي وضبطت من انفعالاتي الهائجة مقاومة انفجار الڠضب بداخلي لاستعطفه في رجاء
أرجوك لا تفعل إنها بريئة!
اندهش من رجائي وهتف في سخرية لاذعة
الأميرة المتمردة تتوسلني لا أصدق ذلك ولا يليق بك!
أخبرته بصدق
ربما أنت محق لكني سأفعل أي شيء من أجل شقيقتي فرجاء ابتعد عنها.
دار بي عدة دورات سريعة جعلت رأسي يلف ونظراتي تزيغ ليعلق بعدها
أوه مثير للإعجاب هل اشتكت إليك
حاولت الحفاظ على اتزاني ومجاراته في حركاته السريعة المتلاحقة خلال هذه الرقصة لأصارحه بغير احتراز
إنها لا
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 57 صفحات