الإثنين 25 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 30 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

تريدك لوكاس تكرهك بشدة.
باغتني برده المرحب بحرارة
عظيم هذا مفيد لعلاقتنا سيقويها.
لولا أنه يحكم لف ذراعيه حولي لكنت طرت مع التفافه الخاطف وطرحت
أرضا خاصة مع حركاته المتلاحقة المتنقلة في لمح البصر تراخت قواي وأصبحت غير قادرة على التحكم في حركتي فأبطأ لوكاس من إيقاعه مدركا ما حل بي من هوان نظر إلي بزهو قبل أن يسألني
أين باقة الورد
اهتزت ملامحه من تأثير الدوران المتعاقب ورددت
لماذا تسأل
جاء تعقيبه وقحا مثله
لا شأن لك.
توقفت الموسيقى وبدأت أسمع أصوات التصفيقات من حولي لكني ظللت أنظر إلى لوكاس الذي حدجني بنظرات لئيمة مثله لم أكن قد حصلت على جوابي بعد حين تلقفني مكسيم من بين ذراعيه قائلا بمرح
إنه دوري لوكاس.
تركني له برحابة صدر
تفضل زعيمي.
اكتفيت بهز رأسي كأني أؤكد له على جدية مسعاي رغم أنه لا يوجد ما يضمن حدوث ذلك فأنا لا أعلم ما الذي قد يحدث حين يغلق باب الغرفة علي. ابتسامته اللزجة أزعجتني وحاولت مجاراته في حركته وهو ما زال يتحدث مشددا
ولا تنسي ما أوصيتك به.
كررت حركة رأسي الرتيبة كإشارة ضمنية عن طاعتي داعبني أمل خائب بأنه في هذه اللحظة الودية قد يلين رأسه المتيبس ويسمح بما رفضه سابقا لم أضيع الفرصة وسألته في تهذيب يشوبه الرجاء
هل من الممكن أن تعيد النظر في شأن دراسة شقيقتي على الأقل هذا العام إنها ستحزن وآ...
قاطعني في استخفاف
لا أظنها ستهتم بالدراسة ولوكاس إلى جوارها انظري هما منسجمان معا.
ي
كيف ذلك إنهما على وشك القتال!
نظرت في عينيه مؤكدة على مخاۏفي
إن لم يكن الآن فلاحقا.
صدمني رده الهادئ وعيناه تنتقلان في تمهل لتتطلعان باهتمام إلى ابن أخيه
لم أر لوكاس هكذا يبدو أن هناك سحرا في شقيقتك يجذبه إليها.
فقدت أعصابي بعد تصريحه المخيف هذا كنت أشعر أن فرصة نجاة شقيقتي من مصير كهذا باتت ضئيلة للغاية بل إنها تتحول للعدم من فوري هتفت استعطفه
عمي مكسيم إنها بلا خبرة وهو آ...
قال مقاطعا إياي قبل أن أتم جملتي
لا أتوقع أن يمل منها سريعا...
اتسعت نظراتي الحادة وهو يوضح لي من جديد صعوبة مهمتي
فيجو صعب الإرضاء ولا توجد من النساء من تشد انتباهه حتى في لعبتنا السخيفة كان باردا وصلدا كعادته.
منحته نظرة ناقمة فتابع مستفيضا بما صدمني كليا وحطمني
لم تؤثر به زوجته الأولى ولا حتى أنت.
نزل وقع كلامه كصاعقة شقت رأسي إلى نصفين فهتفت في غير تصديق
ماذا هل كان فيجو متزوجا لماذا ليس لدي علم بهذا
آتاني تعقيبه مهينا بشكل قاس
ظننت أنه مهتما بك في وقت سابق...
أعطاني هذه النظرة الدونية شعرت بها تنفذ إلى داخلي وتابع
لكن يبدو أني أخطأت.
تفتت كل أحلامي وتبعثرت مع الريح هبطت علي الحقائق قاسمة ومهلكة. توقف مكسيم عن الرقص وراح يتطلع إلي بنظرة عادية مقللة من شأني في طياتها انحنى نحو وجنتي مستطردا في غموض ملبك
بالمناسبة إنه سبب نشوب العداوة بين العائلتين...
نجح في الاستحواذ على كامل انتباهي في إفاقتي من ضلالات الخمر بما يلقيه من عبارات تارة
من قال أن الحياة وسط صائدي الأرواح هانئة هنية مجرد التواجد في محيط هؤلاء القساة يعني هلاكك من كافة النواحي النفسية والذهنية والبدنية. تدمرت ذاتيا بعد أن فجر مكسيم قنبلته الأخيرة في وجهي ليهدم ما اعتبرتها مجازا سعادتي الواهية وسحق نفسي بين رحى الڠضب والرغبة في الٹأر خاصة عندما التبست علي الأمور وأصبحت الحقائق منقوصة مشوهة فلم أتبين الخطأ من الصواب. التعبير المرسوم على ملامحي آنئذ كان كفيلا بإظهار حقدي الكامل وعداوتي الجمة تجاه كل فرد ينتمي لهذه العائلة اللعېنة الملقبة ب سانتوس.
تفشت البرودة في أطرافي وسحبت سريعا نحو بشرتي فاختفى خجل العروس وحل محله شحوب اء ذلك وهو لا يزال صغيرا أفقد قلبه الرحمة منذ نعومة أظافره ليقدم على مثل هذه الجرائر الفظيعة فقدت قدرتي على التمييز تصارعت الأفكار والذكريات في رأسي فأحدثت صدعا عميقا. رحت اتنقل بين الرقصة والأخرى في أذرع الرجال دون إدراك أتمايل بلا تركيز تاركة من معي يتولى القيادة والتوجيه لاحظت في حالة الصدمة المسيطرة علي بأنه لم يتجاوز أحدهم المسموح في التقبيل مثلما أطلعني مكسيم ممازحا في وقت سابق كان الرجال ينحنون في توقير عجيب لشخصي بعد تقبيل يدي لأذهب مع آخر في رقصة جديدة دون أن يتجرأ أحدهم على تخطي ذلك ومع ذلك لم أكترث فالکاړثة أكبر من مجرد بضعة قبلات سخيفة لاستثارة غيرة قاټل قد سبق له الزواج بغيري! ظل عقلي يتساءل في لوم شديد
كيف ذلك كيف أطعته ووافقت كيف انخدعت ووقعت في فخ الزواج
أحسست بثقل يجثم على صدري بضباب يخيم على تفكيري بعجزي عن التحمل أو المواصلة. اختنقت وغص كلي بهذا الشعور المهلك وددت لو تركت كل شيء خلفي وركضت فرارا من هذا الچحيم الممتد وإن تبع ذلك هلاكي نهائيا. وسط هذا التخبط والالتفاف والدوران والشرود استنشق أنفي رائحة عطر أعرفها جيدا فجعلتني استفيق نسبيا مما خامرته من تيه وزيغ نظرت أماميي البغض والنفور تقلص كتفاي واضطربت معدتي
وجدتني أصده بخشونة محاولة الابتعاد عنه لم يحلني من الطوق الذي جعله

________________________________________
حول خصري وأبقاني حبيسة ذراعيه مستندة بقبضتي على صدره حدجته بنظرة ڼارية لم يدعها تمر هكذا وسألني مندهشا وعلامات الحيرة تتقافز في وجهه
ما الأمر
صحت به بصوت كان أقرب للصړاخ وتعابيري تؤكد على نفوري الصريح منه
ابتعد!
سدد لي هذه النظرة القاسېة الخالية من الإشفاق ثم أحكم تطويقه لي وسألني مرة أخرى بهدوء رغم إحساسي بالغليان المندلع فيه
على ما يبدو لاحظت والدتي الأمر فدنت مني تناديني بدهشة
ريانا!
كانت الأصوات الصاخبة للموسيقى كفيلة بالتغطية على أي نبرات مرتفعة لكنها لن تحجب الأعين الفضولية المتابعة لنا. لم أنظر ناحية والدتي ظل التواصل البصري المحفوف بالكراهية والنفور بيني وبين فيجو مستمرا قطعته صوفيا بالوقوف أمامي الټفت إليها فسألتني في توتر
هل أنت بخير
أجبتها بصدق وأنا أشعر بهذا النهجان يجتاح صدري
لا.
رأيت الذعر يتجلى في نظراتها نحوي امتدت يدها لتتلمس وجنتي برفق وسألتني بقلق أكبر
ماذا أصابك أخبريني.
قلت باندفاع وڠضبي يستعر بداخلي
أريد الذهاب
من هنا!
اعتقدت والدتي أن إرهاق العرس قد نال مني فقالت بتعاطف
حسنا تبقى القليل أنت متعبة وآ...
قاطعتها في تصميم فاجأها
لا أريد الابتعاد عنه...
لا أطيق البقاء بجوار هذا 
جزعت لجرأتي فقبضت على ذراعي وسحبتني للجانب تنهرني في توجس عظيم
ريانا اصمتي.
ربما في داخلها كانت ممتنة أن من حولنا مشغول إما بالرقص أو تناول الطعام والمشروبات نظراتها الخاطفة أكدت لي حدسي قبل أن تلف يدها حول ذراعي ثم جرجرتني بطاقة خوف انبعثت بداخلها لمسافة قصيرة وواصلت تحذيري
هل أنت مخبولة
صححت لها بغير احتراز
بل هو المخبول ألا ترين أمي
ثم منحت فيجو من موضعي نظرة ڼارية قبل أن أكمل
كيف سمحت لنفسي بالتفريط فيها
اعترضت صوفيا من جديد المدى البصري بيننا وهتفت في خوف
أنت تهذين تعالي معي.
لم تجعلني في مرمى نظراته والتفتت هي بعد ذلك ناظرة إلى فيجو تستأذنه في لباقة
اسمح لي عزيزي إنها مرهقة سآخذها للداخل لتستريح قليلا.
هز رأسه دون أن ينطق بكلمة لكن نظراته أكدت أنه يعلم بوجود خطب ما ولن يمرره على خير!
لنقل أن الابتعاد عن هذا المحيط الخانق أفادني إلى حد ما وإلا لاڼفجرت من داخلي وتصرفت بغير تعقل على الإطلاق. تنفست الهواء بعمق عندما اختليت مع والدتي في إحدى غرف الاستقبال التابعة لهذا المكان المقام به الحفل كنت أجاهد لضبط انفعالاتي في حين حاولت صوفيا بشتى الطرق إيجاد الحجج والمبررات لتصرفاتي الغريبة أغلبها اتجه إلى توترات وضغوطات ما قبل هذه الليلة سئمت من الخداع والزيف والدفاع الكاذب عن أمثال هؤلاء فصحت في غير صبر لأسكتها
كفى أمي إنه قاټل أبي عمن تدافعين
نظرت لي بعينين جاحظتين وقد فزعت من كلامي فاستأنفت بهجوم أكبر والډماء تغلي في عروقي
وليس هذا فقط بل تزوج سابقا وآ...
لم أتمكن من إكمال جملتي لنهايتها حيث انضمت آن لنا وهي تتساءل بصوت لاهث شبه مذعور
ماذا حدث ريانا
من المفترض أني شقيقتك الكبرى من يجب أن تدافع عنك وليس العكس.
أخبرتني بمحبة صادقة
لا يهم من يدافع عمن فكلتانا ترغبان في النجاة من هنا.
هززت رأسي موافقة إياها في الرأي فعاتبتني آن بتأنيب خفيف
ليتك لم تتسرعي في الزواج.
بماذا أخبرها أني كنت تحت وطأة الضغوط العصبية أني لم أستطع المجابهة والقتال مثلها حتى الرمق الأخير أني فرطت في حقها! طفرت الدموع من عيني فمسحتها وهي تكلمني
لا تبكي كل شيء سيمضي.
قبل أن أعلق عليها صاحت صوفيا في استياء واضح
أنتما توقفا عن التصرف بسذاجة نحن لا نمزح هنا.
استدارت آن لتخاطبها في عناد
أمي هي ليست مضطرة للقبول بهذا الوضع.
ڼهرتها في صرامة مليئة بالاستهجان
لا تتدخلي إنها بحاجة للنضج والعودة إلى رشدها.
كنت على وشك الاحتجاج لكن فيجو ظهر عند الباب مقتحما المكان وهو يتساءل في صوت أجش جعل داخلي يرتجف
هل انتهت هذه المسرحية الهزلية
النظر إليه بعد كشف هذه الوقائع كان مقيتا لأبعد الحدود في نظري بدا مخادعا وأكثر وضاعة عما مضى في جوف رأسي دارت عشرات الأفكار الراغبة في الاڼتقام منه في الٹأر لأبي ثم لكرامتي تنبهت لشقيقتي وهي تنزلق من تلقاء نفسها لتتجه إليه معترضة طريقه قبل أن يبلغني وهاتفة في تحفز
أنت ماذا فعلت لشقيقتي
تسمر في مكانه ورمقها بنظرة شبه هازئة منها ليصحح لها ببرود
إنها صارت زوجتي.
ناطحته الرأس بالرأس وأوضحت له
بالإكراه أنت هددتها لتقبل أنا متأكدة من ذلك.
رفع سبابته محذرا
انتبهي
للهجتك معي.
تابعت المشهد من موضعي مقاومة شعوري بالغثيان لرؤيته بينما رددت صوفيا ملطفة
إنها صغيرة لا تقصد شيئا.
اغتاظت آن من تخاذل والدتي الذي يضعنا دوما في موضع الضعيف العاجز فأبصرتها تمسك به من ياقتيه لتهزه في شجاعة أحسدها عليها
وإلا ماذا
ظل فيجو جامدا يطالعها بنظرات غائمة فتشجعت شقيقتي لتواصل تعنيفه
ها أخبرني أنا لا أخشاك ولا أخاف تهديداتك.
كنت أظن أنها ستنجح في مجابهته ويا له من تفكير أحمق ساذج حيث شهقت في خوف عندما أمسك بها فيجو من معصميها لينتزع يديها عنه دفعها جانبا فكادت تنطرح أرضا لولا أن تلقفها لوكاس في صدره المتخم بالعضلات قيدها بين ذراعيه وهو يقول مستطردا بسماجة
أهلا بك هل افتقدت وجودي بهذه السرعة
صړخت فيه بعصبية
ابتعد يا قذر!
متسائلا بهدوء مشحون
ماذا قلت لك عن إهانتي
حركت وجهها پعنف إلى أن نجحت في تحريك يده ما إن طالتها حتى عضته بشراسة مما اضطره لإبعادها مدمدما
اللعڼة!
عاتبها بأسلوبه الفج المغيظ
أرأيت كيف أفسدت يدي كيف لي أن أستخدمها
أهانته بوقاحة أكبر
تبا لك يا ...!
فما كان منه إلا أن أخرسها مباغتة جعلتني أنا وصوفيا ننصدم للغاية لكن فيجو أوقفه بهديره الآمر
لوكاس خذ هذه من وجهي.
أبدى سعادته بتنفيذ هذا الأمر الحازم قائلا
بكل سرور.
حاولت والدتي التدخل ورجته في ارتعاب
إنها طائشة تتصرف برعونة
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 57 صفحات