الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 45 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

ذلك. بدأ القلق يتصاعد بداخلي وقد وجه حديثه لكلينا في لهجة جادة بعد أن جلسنا متجاورين
أنا أريدكما في شيء هام للغاية
الفصل السابع والعشرون
الألوان الداكنة كانت السمة المميزة لكل شيء أو شيء له صلة بهذه العائلة وكأن ألوان البهجة محظور عليها التواجد في مكان يعيشون فيه. غصت في الأريكة الجلدية ولم أجلس باستقامة كان الإرهاق مستبدا بي بعد ليلة من النوم القلق والمتقطع. وزعت نظراتي الحائرة بتساو بين الاثنين بعد أن جلس فيجو إلى جواري واستقر عمي مكسيم في الأريكة الجانبية الملاصقة لي. طلبه المريب بحاجته للحديث إلى كلينا أصابني بالمزيد من التوتر فأنا لم استوعب بعد ما حدث لشقيقتي من أجل الاستعداد لمغامرة جديدة بالطبع ستكون محفوفة بالمخاطر طالما أنها ذات ارتباط بهم.
في البداية تكلم مكسيم بقدر من الحيطة فاستطرد
أنتما تعلمان بحربنا المستمرة مع جماعة الروس.
هززت رأسي في تفهم فأنا أكثر من تعرض للإيذاء على يد أفرادها القساة طوفت ببصري على وجه فيجو وقد أضاف على حديث أبيه في جدية
بلغني من أعيننا المتربصة في الشوارع والأزقة أنهم عالقون مع الكوريين.
أحسست من البداية الغامضة للحديث أن الموضوع شائك به الكثير من التعقيدات ومع ذلك لم أسع للاستفهام عن شيء سأبقى على الحياد طالما أن الحديث لا يخصني. تحولت نظراتي تجاه مكسيم وهو يعقب عليه
نعم الكوريون غير متساهلين على الإطلاق كما أن جماعة المكسيك تحالفوا معهم ضدهم كذلك.
كنت أتخذ دور المستمع الصامت في حوارهما ليس لدي ما أعلق به عليهما فأنا بالكاد أعلم بالقشور ولم أحاول مطلقا منذ نعومة أظافري التحري بدقة عما يدور من صراعات محتدمة بداخل كل جماعة كم وددت لو بقيت بعيدا عن كل ذلك محتفظة بنقائي وبراءتي. عاد فيجو ليقول مشيرا بيده
وهم في مأزق بحربهم معنا أيضا.
خاطبه مكسيم مؤكدا
بالضبط الوضع معقد من كافة النواحي.
من زاويتي رأيت ابتسامة خفيفة تتجسد على فم فيجو وهو يكلم أبيه بعد أن فرد ذراعه على حافة الأريكة ليبدو كما لو كان يحاوطني من كتفي
لنرى كيف سيصمدون.
شعرت بالخجل قليلا من تصرفه رغم كونه لم يضمني فعليا لكن أن يقوم بذلك علنا أمام والده الصارم كان مربكا إلى حد ما فالأخير أبعد ما يكون عن الرومانسية شاغله الشاغل أن يحصل على الأحفاد ليس إلا! أفقت من سرحاني اللحظي في تصرفات فيجو غير المفهومة بالنسبة لي عندما قال مكسيم وقد انعكس على تعابيره لمحة من التردد
بهذا الشأن تواصل معي ألكسي بشكل شخصي.
عندئذ اختفت ملامح الاسترخاء من على وجه فيجو سحب ذراعه من ورائي وهتف سائلا في تحفز شبه متعصب
ماذا يريد
كانت مرتي الأولى التي أراه فيها على غير عادته الهادئة بل بدا هجوميا بشكل واضح وهو يكمل مشيرا بسبابته وبما صدمني للغاية وأشعرني أني محور الكون لا مجرد زوجة ملائمة فرضتها عليه الظروف
لم أنس له فعلته مع زوجتي ولن أمررها دون حساب!
كنت أناظره عن قرب شديد فرأيت كيف اشتدت عضلات وجهه ناهيك عن نظراته التي مالت للقتامة بدا وكأنه يتحول إلى آخر شرس وهو يتابع
أنت منعتني من عقابه واحترمت قرارك لأجل كشف باقي الخونة بداخل جماعتنا فلا تضغط علي أبي في النهاية ثأره معي.
خفق قلبي بشدة وجاهدت لأبدو غير متأثرة بتصريحه الذي احتوى على معان كثيرة لم أرغب في تفسيرها في الوقت الحالي. أتى رد مكسيم هادئا نوعا ما
أعلم ذلك ولك كل الحق في فعل ما تريد معه لن أمنعك لكن علينا أن نرجئ أي خلافات ونضعها جانبا من أجل الاتفاق على هدنة مؤقتة.
هنا نهض واقفا ليردد بلا اقتناع
هدنة مع هؤلاء!
اتفقت معه في رأيه المعارض لإقامة
أي هدنة واحتفظت بتأييدي لنفسي فلم أفصح عنه. مرة أخرى تعلق ناظري ب فيجو وهو يتجه صوب المكتب ليفتح علبة السېجار الكوبي التقط واحدة وقص طرفها ثم أشعله قبل أن يسحب منها نفسا عميقا ليلفظ بعدها الدخان وهو يواصل الكلام
ألكسي لن يلتزم بها سيتحين الفرصة للغدر بنا أنا أعرفه جيدا.
أكد له مكسيم بصوته الهادئ
لن يخاطر هذه المرة هو بحاجة لإيقاف الحړب معنا ولو لفترة بسيطة.
لم يعد فيجو إلى موضع جلوسه بل اتجه إلى نافذة الشرفة أولانا ظهره وتطلع إلى الحديقة المورقة بالخارج بقى صامتا لبضعة ثوان ثم قال مقتضبا وسحب الدخان تتطاير من فمه
لا أثق به.
وافقه والده الرأي فاستطرد موضحا أيضا
لا أحد يثق به لكنه سقط في الهوة ويبحث عن مخرج.
عاد فيجو لصمته المشحون فحاول مكسيم إقناعه بالقبول من خلال استرساله
وليبدي حسن نيته سيسلمنا سيلفيا...
الاسم لم يكن غريبا على مسامعي حاولت اعتصار ذهني عصرا لأتذكر أين سمعت به سابقا عدت للإصغاء إلى مكسيم وهو يخبره
ولنا كامل الحرية في التصرف معها لن يحميها بعد الآن.
يبدو أن الأمر اتخذ مسارا جادا للغاية خاصة ووالد زوجي يؤكد بتصميم
لن نعتبرها صفقة بقدر ما تكون بادرة جادة لإظهار صدقه.
هنا استدار فيجو ليتطلع إلينا فأكمل مكسيم مشيرا بيده
وأنت تريد الاڼتقام منها جراء ما فعلته مؤخرا.
خاطبه فيجو في صوت جاف وعيناه لا ترمشان
ألكسي لن يفرق معه إن تخلص منها الآن أم لاحقا لكنه سيورطنا مع أعوانها ويدها تصل للكثيرين وخصوصا أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي...
تفاجأت من معرفة زوجي لهذه التفاصيل متناهية الدقة لم يكن غافلا عما يدور على عكسي أنا التي تنحصر همومها في الاطمئنان على صوفيا وشقيقتي. من جديد تكلم فيجو في نبرة متوعدة
ألا تعلم مقدرتي للوصول إليها لكني لا أريد خوص معارك جديدة غير محسوبة جيدا وهناك أمور أكثر أهمية نحاول إنجازها.
علق عليه مكسيم بحذر
الوضع بالنسبة للجميع على المحك.
نفث فيجو سحابة من الدخان فاستطرد والده متابعا
لكن علينا الاختيار في أي جانب سنكون.
جاء رده أكثر جدية
الأمر ليس بهذه السهولة...
لحظة سكت فيها قبل أن يدنو مجددا منا عاد ليجلس بجواري وأكمل
ولا تنسى ما أطلعنا عليه أتباعنا في الشرطة هم يستعدون للقيام بحملة شرسة ومعادية على الأغلب.
رد عليه مكسيم بثقة
وضعنا قانوني لا يوجد ما يديننا.
هنا أخبره فيجو في لهجة جادة
إذا لسنا بحاجة للفت الأنظار تجاهنا في هذا التوقيت تحديدا.
تحايل عليه مكسيم بإصرار ملحوظ
لن يعلم أحد بتورطنا في التخلص منها.
بدا الأمر غامضا ومحيرا بالنسبة لي في نفس الآن وتضاعفت حيرتي مع تساؤل فيجو المهتم
كيف ذلك
عندئذ اتجهت أنظار مكسيم ناحيتي وخاطبني قائلا ببسمة ثعبانية ماكرة
لأنها مهمة كنتي الجميلة.
قلت معلقة في بلاهة وقد صدمني إشراكه لي في الحوار حيث قد تناسيت أني طرفا فيه منذ البداية
هل تقصدني أنا
حافظ مكسيم على نفس الابتسامة اللئيمة وهو يؤكد لي
نعم ومن غيرك حلوتي
تعالت دقات قلبي وانتابني الاضطراب وأنا أسأله في توجس
وما المطلوب مني
ظلت هذه البسمة السخيفة موجودة على محياه وهو يجيبني بقليل من المراوغة
الأمر بسيط للغاية وأنا أثق في قدراتك...
تطلعت إليه بغير فهم فأضاف بمزيد من الغموض الموتر
خاصة أن في المسألة اختبار لولائك للعائلة.
زويت ما بين حاجبي متسائلة بخيفة أكبر
كيف
.....
كانت المرة الأولى التي تمنيت فيها أن

________________________________________
أصاب بالصمم حقا فلا أسمع ما قد قيل لي. جلست مشدوهة للحظات متجمدة في مكاني جمود الارتعاب لا جمود التأدب وكأني تحولت
إلى صنم مصنوع من الحجر كما عكس وجهي علامات الذهول استغرقني الأمر عدة لحظات 
سيلفيا أظنك التقيت بها هذه المرأة غريبة الأطوار التي حضرت عرسك.
جحظت بناظري في صدمة أكبر وتساءلت في صوت مرتعش وسبابتي تشير إلى فيجو كأنما أريد التأكد من صحة تخميني
تقصد .. حماة زوجته الأولى
بادر فيجو بالرد
نعم إنها هي.
عصفت بي غصة غريبة سرعان ما تلاشت لتتأجج بداخلي مشاعر الرهبة في حين أومأ لي مكسيم مبتسما في استحسان
جيد أنت تذكرتيها إذا.
زاد الخفقان بقلبي وأحسست پاختناق أنفاسي من مجرد اقتراحه لتوريطي في هذه المسألة الخطېرة انعكس الخۏف على كامل ملامحي بينما قال مكسيم بنفس الهدوء القابض للروح
الأمر ليس معقدا ببساطة ستقومين بحقنها بمادة كفيلة بإسكاتها للأبد.
كانت الغلبة لمشاعر الخۏف بين كل ما يدور في رأسي من أفكار متصارعة ومتزاحمة بالكاد حاولت إظهار تماسكي لكني كنت أرتجف بشدة شعرت بشلل مؤقت يصيب تفكيري فأصبح ما يملي علي مجرد عبارات فارغة غير مفهومة لعقت شفتي وهتفت في تلعثم بائن
م.. ماذا
أفهمني مكسيم باختصار
سيدربك فيجو على كيفية استخدام الإبر الصغيرة لن يتطلب ذلك منك مهارة كبيرة أو احترافية عالية فقط الاعتياد على التعامل معها.
كان يتحدث بجدية لا يمزح ولا يلقي نكتة سخيفة حين استوعب عقلي خطۏرة مطلبه انتفضت واقفة وصړخت برفض قاطع
لا لن أستطيع ولن أفعل.
تبدلت تعابير مكسيم للوجوم وقبل أن يقوم بتوبيخي تساءل فيجو في نظرة غامضة مدققة
لن تستطيعي أم لن تفعلي
وجهت أنظاري ناحيته وأجبته مؤكدة بصوت متهدج
الاثنان معا أنا لست بقاټلة.
ثم حولت ناظري إلى مكسيم وأخبرته بإصرار
أعذرني عمي أنا لن أقدم على ذلك مع كائن من كان.
هنا قام واقفا وصاح مخاطبا ابنه في حدة والضيق يكسو كل وجهه
فيجو تحدث إلى زوجتك إنه ليس بطلب بل أمر غير قابل للنقاش.
تعالي معي.
تبعته قسرا وخرجت معه من الغرفة بطريقة شبه ذليلة لكني ظللت أردد بلا توقف وبعناد أكبر
أنا لست مثلكم لن أفعل هذا.
..........لم أعرف وصفا أصلح لهذه العائلة سوى أنها عتيدة في الإجرام لا تتوانى عن إظهار مدى قسۏتها في كل موقف كذلك لا يشكل فارقا معهم إن كان القاټل رجلا أم أنثى المهم أن يتم المراد بلا جدال. دفعني فيجو دفعا وهو يسحبني معه على الدرج حتى وصل بي إلى غرفة نومنا وهناك أفلت قبضته بعد أن سبب لي الألم لم أكترث لهذا الشعور اللحظي وأصررت على رأيي هاتفة 
جاء تعقيبه في صيغة تساؤلية
حتى وإن علمت أنها أرادت رؤيتك مېتة
كنت أعلم في قرارة نفسي أنه سيسعى بشتى الطرق لإقناعي لكني لن أرضخ سأحافظ على مبدأي لهذا قلت في حدية وإصبعي يلوح في الهواء
هذا شأنها لن تورطني في الأمر.
بدا صوتي مخټنقا وأنا أتم عبارتي
يكفي ما حدث لشقيقتي البريئة كلتانا ڠرقتا في الوحل.
لوى ثغره مرددا في سخط
كفي عن ترديد ذلك الكلام السخيف واخرجي من فقاعتك الوردية...
برقت بعيني مستنكرة فتابع بنفس الجمود القاسې
العالم من حولك في غاية البشاعة وعزيزتك
آن ليست مثالية لهذه الدرجة.
كانت كلماته مليئة بتوريات الضغينة شعرت به يريد إفساد ما بيني وبين شقيقتي من روابط أخوية وثيقة لهذا هتفت مدافعة بحړقة عنها
أنا أعلم شقيقتي جيدا ربما تكون طائشة في بعض الأحيان متهورة مزاجية لكنها لا تنتمي لذلك العالم الموحش.
تساءل في لمحة ساخرة وهذه النظرة القتامة تطل من عينيه
حقا
أكدت بلا شك
نعم لقد تلقت نفس التربية الجيدة بعيدا عن الفوضى وأنا أعرفها كأصابع يدي.
دس يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه المحمول وهو يخبرني
حسنا يبدو أنك بحاجة
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 57 صفحات