الأنشودة التاسعة و الثلاثون حصري
جافة
_ تسامحيه أو لا دي حاجة ترجعلك . أنا عمري ما هجبرك عليها أو حتى هطلبها منك . لكن اللي هطلبه منك انك متجيش على نفسك عشاني و خصوصا في حاجه زي دي.
_ تقصد ايه
أجابها بثبات رغم تخبطه الداخلي
_ انا فرحان انك سامحتيه عشانك . عشان تقدري تعيشي مرتاحه . لكن مش مجبرة انك تتقبليه ولا انا هقدر اتقبل تكوني معاه في مكان واحد حتى في وجودي .
_ فهماك يا حبيبي . انا بس عايزاك تعرف أنه من النهاردة مبقاش عدوي . مبقاش يمثلي اي حاجه و الحمد لله انا راضيه اوي بكرم ربنا أنه عوضني بيك و بمحمود . دا اكتر ما اتمنيت في حياتي
رفع رأسها يطالعها بترقب و دقاته تتراقص على أنغام عزف حروفها الرائعة
أن يشعر الإنسان بأنه ليس كافيا لمن يحب من أصعب أنواع الشعور الذي يقود المرء إلى الهلاك الذي انتشلته منه كلماتها العاشقة حين قالت بتأكيد
_ طبعا . وجودك جنبي و حبك و حنانك دول عندي بالدنيا . وجودك جنبي محى كل الچروح اللي كانت في قلبي و رمم الشرخ اللي كان في روحي . انا اتولدت من جديد على ايدك و الماضي راح بكل ما فيه.
_ انا بحبك اوي . انا اول مرة في حياتي احس اني طاير من السعادة بالشكل دا .
امتدت اناملة تمحي ذرات ضعفه التي تجري فوق خديه وهو يقول بنبرة مبحوحة
_ متتخيليش كان احساسي ايه وأنا حاسس اني مش كفاية بالنسبالك . او اني مش قادر اداوي الچرح اللي جواك .
انت مش عملت كدا و بس . انت خلقت جوايا جنة جديدة . انا روحي ردتلي على ايدك وعرفت يعني ايه حياة وأنا جنبك . كل اللي فات مكنش حياة . الحياة بدأت من اللحظة اللي بقيت فيها مراتك بجد وقتها عرفت أن انت جنتي الحقيقية.
احتوتها يداه بقوة حد الألم الذي كان مرحبا به في تلك اللحظة حين أخذ يهتف بسعادة
اللهم إني أسألك أن ترزقني رزقا حلالا واسعا طيبا من غير تعب ولا مشقة ولا ضير ولا ڼصب إنك على كل شيء قدير اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه
_ ما تبطل عياط ياد يا ابن الزنانة .
_ طبعا انت امك مسلطاك عليا علشان تقرفني وهي مستفردة بالراجل اللي حيلتنا فوق .
ازداد بكاء الرضيع فتدخلت ريتال قائلة بتقريع
_ في حد يقول لطفل الكلام دا يا عمو
مروان بسخط
_ وهو انتوا أطفال يا عين عمو ! دا احنا لو مستلقطينكوا من الأحداث مش هتبقوا كدا . اتنيلي و روحي هاتيلي طبق محشي من جوا خلينا نأكل الواد دا هتلاقيه جعان انا عارف .
ريتال پصدمة
_ بتقول ايه يا عمو ! طفل عنده تلت شهور تأكله محشي !
مروان بصياح
_ ايش فهمك أنت يا اللي مش باينه من الأرض . انا وانا قده كنت بفطر مكرونة بشاميل و بتغدى محشي . عايزينه يطلع راجل كدا مش عيل خرع.
ريتال باندهاش
بجد يا عمو! ازاي دا
مروان بإقناع
_ يا بنتي هو انا هكذب عليك ! طب اسألي عبده مۏته ابوكي .فكرك هو بقى زي البغل كدا من السيريلاك ! دا اتفطم على صوباع ممبار يا ماما .
بهتت معالم الصغيرة من حديثه فتابع موجه كلماته الساخرة إلى ذلك القادم من الخلف
_ اهو عندك عمك هارون اقطع دراعي لو مكنش راضع فتة و مفطوم على كبد و كلاوي بني آدمين . لا و مش اي بني آدمين ! دي ناس مليون في المية كانوا عندهم اكتئاب مزمن . ماهي التكشيرة الي مصدرهالنا طول الوقت دي مش طبيعية .
طالعه بحنق قبل أن يكمل حديثه ساخطا
_ هيجبلنا الفقر هو و المخفية سما مراتي .
هارون بجفاء
_ انا مصدع و مش طلباك يا مروان .
مروان بتهكم
بقولك ايه مصدع ولا مش مصدع انت من يوم ما شوفنا سحنتك وانت مكشر كدا . مش عايزين حجج فارغة.
أنهى كلماته حين شاهد جنة التي كانت تتوجه للخارج برفقة سليم ليقول بصياح
_ الخورابية بتاعتنا رايحة فين
صاحت تشاكسه
_ مالكش فيه .
مروان بحدة
بقولك ايه يا ولية أنت الخمسين ألف جنية بتوع الهدية اللي انكسرت دول ه يتخصموا من ورث جوزك . انا بقولك اهو.
قهقهت بسعادة قبل أن تقول ل تغيظه
_ يالا يا بخيل يا چلدة .
مروان پغضب
_ قصدك مدبر و بيحافظ عالقرش . مش مبذر زيكوا . هتتسخطوا قرود يا بت .
هتف سليم حانقا
_ طب ارجع الخبطله معالم وشه دا ولا ايه
جنة بلهفة
هدي نفسك يا سولي و خلي الموضوع دا ليوم تاني عشان اتفرج عليك وانت بتغيرله ديكورات وشه .
سليم بنبرة عاشقة
_ سولي دي بتودي أمي في داهية .
التقمت إذن مروان كلمته الأخيرة فصاح مذعورا
_داهية ايه نهاركوا ازرق .
الټفت إلى هارون قائلا باستفهام
_ هو مش ابوك ماټ يا ابني . داهية ايه تاني انا هحجز طيارة و اروح ل دولت كدا كتير . الله يخربيت اليوم اللي رجعت فيه .
لم يفلح الجميع في قمع ضحكاته على حديث مروان حتى هارون المتجهم الذي تبدلت ملامحه حين شاهد لبنى التي تهبط الدرج فصاح مروان يناديها بخبث
_ بت يا لولي . تعالي جنبي نندب شويه و ياريت تنادي سما بتحب الأجواء دي اوي .
ارتسمت ضحكة صافية على ملامحها قبل أن تقول بهدوء وهي تحاول أن تتجنب نظرات ذلك النمر الموجهة صوبها
_ حاضر. شويه ورجعالك .
تبدل جمود نظراته الى نيران مشټعلة التقمها ذلك الماكر فهتف بتخابث
_ وماله . استناك يا جميل . دي احلوت عالآخر .
لم يفلح في قمع كلماته حين هدر پعنف
_ انت يا ابني ما تتلم و تحط حدود شويه في التعامل .
مروان بسلاسة وهو يجلس فاردا قدميه بارتياح
_ انا صايع وكل اللي هنا عارفين . خلي حدودك لنفسك ياخويا و بعدين الحدود دي تتحط لأمثالك انت وأبو قردان اللي كل شويه ناططلنا دا .
كان يقصد عمار الذي دلف إلى القصر لتوه ليستقبله طارق القادم من الأعلى و يتوجه به إلى حيث يجلس مروان و هارون و ريتال التي كانت تلاطف الصغير الذي صړخ باكيا