الحب اولًا دهب عطية
الدنيا.
نهض حمزة كذلك واخذها
قائلا بحنو.
وانتي احن اخت في الدنيا كلها.
خرجت كيان من الحمام فوجدتهما يتعانقا
فقالت بنباهة..
اي ده شكلكم اتفقتوا
اومات شهد بإبتسامة واسعة فركضت كيان
اليهما قائلة بابتهاج.
كانا الأختين كلا منهم ترتاح على كتف حمزة بينما
يربت هو على كتفهن بحنان اخوي
لم تكن يوما الحياة عادلة مع واحدا منهم فكل شخصا اذاق الصعب والصبر في كأس واحد
يختلف عن الآخر ورغم ذلك كان ترابطهما وحبهما
والمساندة والاخوة فوق كل شيء واهم من
اي شيء..فأصبح الحب أولا رغم الصعوبات وعواقب الطريق..
بعد ساعة كان يرتشف حمزة من كوب الشاي وهو يشاهد أخبار أليوم عبر التلفاز تشاركه الجلسة
شقيقتيه..وكانت شهد منشغلة في تفحص احد مجلات الطهي الغربي وكيان تعبث في هاتفها
طرق غليظ على باب الشقة جعل شهد تنتفض برهبه خلقت داخلها كفطرة لا تزول إلا بالمۏت !!..
فنظرت كيان لاخيها قائلة بدهشة..
أبوك ده
أكيد هقوم افتحلهقالها حمزة بجفاء
وهو ينهض عن الاريكة متجه الى الباب.
فالقت شهد بالمجلة على الطاولة وعلقت عينيها العسلية على باب الغرفة التي خرج منها حمزة ولم تلبث الثواني إلا وسمعت صوت ابيها الجهوري يسب في حمزة بالعن الكلمات ويهين شرف امهما التي من المفترض انها زوجته
انا مفضحكتش انا قولتله يكلمك يكلمك
تديني شقه اتجوز فيها من اي عمارة من العمارتين اللي عندك او تساعدني بمبلغ صغير ولما ربنا يفرجها عليا هرجع هولك
هتف عثمان بصوت بشع
منين ياصايع. من المكرو باص الخربان اللي
الساحة أضاف وهو يدفعه في الحائط
بقوة..هاتفا بمنتهى البرود..
وبعدين انا حر ياخي في فلوسي وعماراتي.
اديك منهم ليه. ما تصرف.. تتجوز ولا
ان شا الله ما عنك ما تجنزت انا مالي..
فارت دماء حمزة فصاح هائجا.
خلاص اديني ورث امي اللي لهفته منا.
وقع قلب الفتيات وهم ينظران للبعضهن برهبة
من القادم فضحك عثمان ساخرا وهو يدفع
هاهااو هي أمك كمان ليها ورث عندي. أسمع يالا عايز تقعد في البيت ده تقعد بادبك غير كده قسما بالله أسود عيشتك وبلغ عنك الحكومه وقول عنك إرهابي وساعتها مش هتشوف النور تاني.
ولا حد هيعرفلك طريق..
صاح حمزة پغضب
وبرقة عيناه بالدموع دون ان تسقط من حدقتيه..
تحدث عثمان بتشفي وهو ينظر له ثم
لو حكمت هعملها عشان اقهركم انتوا التلاته ولا اخلي واحد فيكم يتهنى بفلوسي ياولاد حليمة.
صاح حمزة مزمجرا بكره..
وطالما انت كارهنا اوي كده. جبتنا للدنيا ليه..
ها ليه
اخبره عثمان باشمئزاز.
غلطة أمك ياخويا.. كانت طمعانه فيا زيكم كده بظبط فقالت تربطني بالعيال..عرفت جيت الدنيا
إزاي ياصايع..
انا عايز حقي. عايز حقي دا ميرضيش ربنا.
اندفع الڠضب داخل حمزة مرة واحده فدفع والده قوة بعيدا عنه حينها اتسعت عينا عثمان وهو يتقدم منه بملامح تنذر بالخطړ.
انت بتزقني يابن ال.
اشتبكا الإثنين في بعضهم بقوة كالاعداء فتدخلت الفتيات بالدموع والصړاخ.
فصړخ عثمان وهو يحاول اخراجه من الشقة.
اطلع برا بيتي..مش هتقعد فيه تاني ارجع للشارع اللي جاي منهأطلع برا يابن ال
سالت الډماء من انف حمزة من شدة الصړاخ والضغط النفسي مسكت شهد ذراع أبيها
وهي تبكي تترجاه بقوة ان يتركه.
بالله عليك سيبوا. هيبات فين دلوقتي..
سيبوا بالله عليك.
برق لها عثمان بعيناه بشړ وتوعد تلك النظرة التي تحفظها جيدا وتذكرها باسواء يوم عاشته..وتليها
ايام اسواء منها..
مسح حمزة أنفه بظهر يده وهتف پانكسار
لأجلهن من بين انفاسه اللهثة پغضب.
انا همشي..بس ملكش دعوة بيهم..همشي
لم يكتفي عثمان بهذا الرد بل فتح الباب ودفعه للخارج واغلق الباب في وجهه بمنتهى القسۏة
والجحود.
استدار الى الفتيات كجبل شامخ قوي
صلب بالقسۏة والجمود..وصړخ فيهن
پغضب
كل واحده تغور على اوضتها..مش عايز
اشوف وش حد فيكم.
انكست كيان راسها وهي تبكي ودخلت غرفتها
بلاش تقفي قدامي تاني..حافظي على نفسك لحسان المرة الجايه تخسري ودنك التانيه
ساعتها هتعنسي بحق وحقيقي.. ومش
هتلاقي حد يبصلك.
اغمضت عينيها بقوة وقد انتفض جسدها من
مكانه حينما سمعت باب الشقة يغلق مجددا
وأخيرا رحل عزرائيل حياتهارحل مؤقتا !!.
يتبعMرواية الحب أولا الحلقة الأولى
في مدينة ساحلية ومنطقة قريبة من البحر تحمل رائحة البحر المالح ونسيمة العطر المنعش..
وفي قلب منتجع راقي دلفت شابة جميلة من الباب الرئيسي بعد ان سمح لها عمال الأمن بدخول.
خطت خطواتها بثبات يلوح منه الأنوثة والرقة
بثوبها الهفاف والذي يتأرجح حول ساقاها بجمالا
طويل ومحتشم كاخلاقها..جميل ومرح كروحها
يحمل اللون الأزرق كالبحر رفيق عالمها وونيس
وحدتها دوما..
رمشت بعينيها وهي تنظر للشارع على الجهة اليمنى
فالتقطت عينيها العسلية الامعة اسم صاحب الفيلا.
تبسمت شفتيها الوردية وهي تعكس الاتجاه يمينا
ثم خطت بحذاءها الأبيض بنفس الخطوات
الثابته كعسكري مكلف بمهمة جادة للغاية.
عندما وصلت للفيلا وقفت امام بابها الحديدي
الكبير وحانت منها نظرة على الاكياس بين يداها والتي تحمل شعار الشهد وأيضا تفوح منها
رائحة طيبة لاشهى أنواع الطعام والتي تم
اعدادها في المنزل على يد طاهية مبدعة لديها تقنيات عالية في الطبخ وحس مذاقي رائع مما
جعلها تتميز عن غيرها وقد جعلت لاطباقها
روح وطعم مختلف يحبه كل من تذوقه..
ارجعت خصلة من شعرها الأسود القصير خلف
اذانها ثم انتظرت بعد ان اطرقت على الباب
الحديدي لتجد بعد دقيقتين جهاز الإرسال
الصوتي المعلق على الحائط جوارها يبعث
صوت لامرأة جادة قالت بتساؤل.
مين برا..
اقتربت من الجهاز واجابتها بهدوء
انا شهد يامدام نيفين الأوردر اللي حضرتك
طلبتيه جاهز معايا..
ردت المرأة بصوت اهدى قليلا
اوه شهد في معادك مظبوط على فكره
ال order المرة اللي فاتت كان هايل عجب كل صحباتي وادتهم رقمك كمان.
ابتسمت شهد وقالت بامتنان.
شكرا يامدام.. يارب دايما اكون عند حسن ظنك.
ردت المرأة مختصرة..
أكيد ياشهد. هبعتلك الشغالة تاخد منك
الحاجة والحساب معاها طبعا .
ابتعدت شهد عن الجهاز باستحياء الوقوف خلف الأبواب الكبيرة والانتظار شيء غير مستحب داخلها لكن الكسب ولقمة العيش دافع قوي للقبول بأشياء
كثيرة كانت تراها في السابق مستحيلة
الثواني كانت عشر دقائق كاملة ومع ذلك صبرها يفوق الحد فهي تعودت على استعلاء بعض البشر
من تلك الطبقة المخملية..القليل فقط هو من
يكن رحيم بها وبامثالها
اتى صبي المكوى ووقف جوارها وكان شاب في السابعة عشر يدعى حمودةتعرفه جيدا فهي
تاتي لهنا كثيرا فلديها زبائن في هذا التجمع
الراقي..
حك الصبي في شعره وهو يحمل الملابس على اليد الاخرى وقال عابثا.
لسه مفتحتش.
لسه مستنيه الأكل هيبردقالتها بوجوم وهي ترفع الاكياس قليلا..
رفع الصبي حاجب وقال بتهكم
خديلك نص ساعة على ما حد يعبرناانا
مرة قعدت ساعة إلا ربع قدام الباب وبعد دا كله معجبهاش كوي الهدوم ورجعتني بيهم فقام
المعلم بتاعي خصملي اليوم كله واتهمني اني
بتمرقع في السكه.. وان انا اللي كرمشت الهدوم
سحبت شهد نفسا طويلا ثم طيبة خاطره
قائلة
معلش ياحمودة هنعمل اي اكل العيش بقا.
نظر الصبي للاكياس قائلا بعيون تلمع
بالفضول..
كلوا محصل بعضو ياشهد. المهم انتي جيبالها
اي ريحة الأكل حلو اوي.
إبتسمت شهد وهي تسأله بإبتسامة جميلة
ليه جوعت..
ضحك الصبي وقال وهو يشعر
بالجوع..
بصراحة ريحة اكلك تجوع
فتح الباب بعد تلك الجملة وخرجت الخادمة معتذرة لشهد عن التأخير ثم أخذت منها أكياس الطعام واعطاتها المال مع اكرامية لا بأس بها. ثم أخذت
الملابس المكويه أيضا واعطت الصبي حسابة
واغلقت الباب
استنى رايح فين.
دي وجبه بسيطه كنت جيبهالك معايا وقولت
ادهالك بعد ما وصل الأوردر لمدام نيفين
وكويس اني شوفتك.
ارتسمت الدهشة على وجه الصبي الذي أشار
على نفسه بعدم تصديق وكأنه حصل على
شيء عظيم.. ليا انا ياشهد.
ايوا ليك هجيب لاعز منك يعني خد.
وضعتها في يداه ثم قالت قبل ان تغادر بمرح طفيف
المرة الجاية عيزاك تقولي بصراحة الأكل عجبك
ولا لااوعى تجملني سلام..
لوحت له بيدها ثم ابتعدت بخطواتها المميزة فتأملها الصبي عند ابتعادها فكانت جميلة كنسمة معطرة.. كوردة متفتحة.. كمياة صافية.
بعد ان خرجت من المنتجع اخرجت المبلغ الذي اخدته من الخادمة وبدأت في العد سريعا قبل
وضعه في الحقيبة.
وأثناء سيرها جوار المطاعم والمحلات الفاخرة سار
خلفها شخصا عيناه كانت معلقة على الأموال بين يداها. بينما هي تخطو غافلة عنه وعن مخططه السريع كان هو يتقدم ويقترب أكثر من الازم حتى حانت اللحظة الحاسمة والاسرع من رمشة الجفون
خطڤ المال من بين يداها في لحظة وركض اللص أمامها كالبرق.
اڼصدمت شهد وتجمدت مكانها لثانية..لثانية فقط وعندما راته يركض وسيبتعد عن مرمى ابصارها ركضت خلفه بكل قوتها وهي تصيح باستغاثه
لمن حولها.
في
اللحظة التالية وصل اللص لأخر