جوازة نت منى لطفي
منة رأسها لتطاير خصلات شعرها الكستنائية اللون ثائرة محيطة بوجهها الصغير الفاتن وهى تسبل جفنيها كي لا تفضحها عيناها
مش بالظبط!... ترى أي شيء جعلها تنفي شجارها الدامي لقلبها مع سيف! هي لا تعرف! ولكن ما تعلمه فقط أنها لا تريد إشراك أخيها بالأمر فهي ناضجة كفاية لتحل مشكلاتها بمفردها كما أنها لا تريده ان يخسر صديق عمره حتى لو....إنفصلت هي عن سيف! يجب ألا تجعل أخيها يخسر شقيقه الروحي كما يحلو له تسميته! .... ألم عميق أصاب قلبها عندما طرأ على فكرها أنها بالفعل قد وضعت كلمة النهاية بالنسبة لعلاقتها هي وسيف! أفاقت من شرودها على صوت تذمر اخيها الواضح وهو يقف قائلا بحيرة بالغة
ابتسمت ابتسامة ساخرة صغيرة وأجابت وهى تطلع الى اخيها المشرف عليها
أيه بئيت حكيم عيون حضرتك!!..
نظر اليها أحمد بجدية سائلا اياها بحسم
يعني سيف مالوش يد في حالتك الغريبة دي انهرده
أجابت منة بتلعثم طفيف وهى تهرب بعينيها من نظراته القوية
تجري على اخوها الكبير تشتكي له!!
اجاب أحمد بحزم
طيب تقدري تفهميني سيف تحت في عربيته بئاله اكتر من 3 ساعات ليه..
إيه سيف تحت في عربيته... قبل ان تنهي سؤالها كان أخيها يهز برأسه ايجابا ويقول متنهدا بعمق
ايوة يا منة مرابط تحت البيت ولا راضي يطلع ولا يفهمني فيه ايه! كل اللي طالع عليه خليها ترد عليا! خليها تكلمني! أنا عمري ما شوفت سيف مڼهار زي انهرده! ثم عقد جبينه متسائلا
هو ايه اللي حصل بينكم بالظبط!....
خليه يطلع يا احمد بس ارجوك مش عاوزة بابا وماما يعرفوا حاجه لغاية ما يمشي قولهم انه جاي يزورني وبس نظرت اليه بعينين محملتين بالرجاء وهى تتابع
أرجوك يا احمد!!...سيبني أتصرف لوحدي وصدقني لو معرفتش هجيلك واحكي لك واطلب منك تدخل زفر أحمد عميقا وقال وهو يوميء باستسلام
ياللا قومي كدا اغسلي وشك ورتبي نفسك وانا هكلمه يطلع...
ثم انصرف مغلقا الباب خلفه في حين تسمرت نظرات منة الى البعيد وهى تدعو الله أن يلهمها الصواب...
كاد سيف أن يعانق أحمد فرحا ما ان فتح له الاخير الباب فهو لم يصدق أذنيه عندما هاتفه أحمد داعيا اياه للصعود الى المنزل مخبرا ان منة قد وافقت على الجلوس اليه...
تركه احمد بعد ان أتى له بكوب من عصير الليمون الطازج وهو يقول بهدوء
بص يا سيف انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بالظبط منة مش عاوزة تحكي لكن تأكد انى هبقى في صف اختي لاني واثق ومتأكد انها أبدا مش متسرعهوبتفكر كوي ساوي وعقلها سابق سنها وبالتالي أي قرار هتاخده هتلاقي الدعم الكافي من عيلتها ليه!! ثم استأذن منصرفا تاركا اياه عرضة لقلق عظيم ينهش روحه خوفا من حديث احمد...
قابلت منة والدتها قبل دخولها الى سيف اقتربت منها امها ووضعت يدا حانية على وجنتها وهى تقول بحنو
منون حبيبتي انا أمك...واكتر واحده فاهماكي انا عارفة ان الموضوع مش حكاية ضړبة شمس زي اخوك ما قال وان وجود سيف دلوقتي في اللحظة دي وفي الحالة اللي انا شوفته عليها لما دخلت أسلم عليه... بيقول انه اكيد حصل بينكم زعل بصي حبيبتي ... الزعل والخصام هما دول الملح والفلفل بتوع الجواز عاوزاكي تفكري بعقلك كويس اوي مافيش حد كامل يا منة كلنا فينا اخطاء فلازم نتعلم ازاي نتقبل الطرف التاني بعيوبه قبل مميزاته طالما عيوبه دي مش حاجه اساسية بمعنى مش عيب في الاخلاق! لانه دا العيب الوحيد اللي مينفعش الواحد يتعامل معاه أو.... يتجاوز عنه!!....
كانت كلمات أمها لا تزال تتردد في أذنيها عندما دخلت غرفة الجلوس حيث يجلس سيف منتظرا كمن ينتظر حكما بالاعډام كما وصفه شقيقها ممازحا في محاولة منه لكسر جمودها الواضح بينما نظر اليها والدها بعمق وهو يهمس لها قبل ولوجها الى الداخل
تأكدي يا منة أنى معاكي في أي قرار هتاخديه بس بشرط تحكمي عقلك كويس لان الحالة اللي فيها خطيبك دي مش حالة واحد فيه سوء تفاهم بسيط او زعل خفيف بينه وبين خطيبته...لأ! دي حالة واحد يائس و....خاېف! ربنا يهديكي حبيبتي....ويصلح لكم الحال......
ولجت منة بخطوات بطيئة رفع سيف رأسه بلهفة فهو عرف بحاسته أنها معه في ذات الغرفة من قبل أن يراها! فقد تغير الهواء المحيط به وانتشرت ذبذبات في الجو ونبض قلبه پعنف بين جوانحههتف واقفا ما أن أبصرها حقيقة ملموسة تقف أمامه بكامل هيئتها التي تثير جنونه وولعه بها
منة..... نظرت اليه بخواء تام ابتلع ريقه بصعوبة وقال بصوت خرج متحشرجا بالرغم عنه
مش بتردي على اتصالاتي كنت ناوي أفضل تحت البيت ان شالله حتى لبكرة الصبح بس لازم كنت أشوفك!!...
نظرت منة الى البعيد متحاشية النظر الى عينيه اللتان تغشاهما نظرة استعطاف وتوسل غريبة على شخص بقوته! قالت محاولة التماسك وبهدوء لا يشي بداخلها المفكك
وانا أهو يا ترى فيه حاجه تانية نسيت تقولها أو... وحانت منها التفاتة اليه لتتابع بسخرية لم تستطع تفاديها
أو حاجه شوفتها او عرفتها جاي تواجهني بيها!! كادت شهقة ان تفلت منها ما ان ابصرت وجهه لم تكن قد طالعته
لحظة دخولها اليه انه أبدا ليس بسيف الذي تعرفه! فالآخر كان دائما بكامل أناقته وهندامه المثالي بينما من تراه أمامها الآن فبعيد كل البعد عن أي أناقة أو مثالية! كان شكله يوحي بالساعات العصيبة التي مرت عليه فعيناه حمراوتين وشعره مشعث بقوة نتيجة تمريره لأصابعه فيه عدة مرات وهندامه غير مرتب فربطة عنقه محلولة وسترته مليئة بالكسرات نظرا لطول جلوسه في السيارة وأزرار مقدمة قميصه محلولة حتى منتصف صدره العضلي حتى أن شعيراته السمراء التي تغطي هذا الصدر القوي كانت ظاهرة للعيان....
هربت بنظراتها بتردد خجل من منظره المزري ولكنه لم يفقد في نفس الوقت جاذبيته الطاحنة حتى أن شعيراته البارزة من خلف القميص كانت وكأنها تستفزها كي تمد