قصة رائعه إسراء الوزير
منه بخطوات متعرجة إلى أن توقفت أمامه مباشرة ولا يزال بصرها بعينيه مسلطا حيث تقول بنبرة مترددة
_ إنت قلت إيه
أجاب سؤالها بابتسامة واسعة زينت شدقه وهو يرمقها بحب قائلا
_ إنتي عارفة إن الشنطة اللي اتسرقت مني دي ماكانش الملف بس اللي زعلني إنه ضاع كان في حاجة تاني اهم منها
دون ان ترمش بعينيها تساءلت بتوتر
_ اي هي
اجابها بتلقائية
_ دبلة اشتريتها وكنت حاطط في دماغي اول ما تجيبيلي الفطار الصبح اطلب إيدك بيها
تسارعت نبضاتها وبات قلبها يعمل كمضخات تزامنا مع احمرار وجنتيها وجحوظ عينيها غير مصدقة لما قيل الآن تشعر وكأنها بحلم تتمنى أن يكون بلا استيقاظ! فهي تلك التي تخاف عليه من نسمات الهواء الطائرة تعشقه منذ قدمت إلى العمارة التي يملكها بصحبة والدها الراحل فلم يشعل ابدا بصيص أمل صغير لمبادلتها نفس المشاعر فقط اكتفت بالثلاث مرات التي تراه بهم حينما تطهو له وجبات الطعام خاصة وليس معه قريب يهون عليه ويساعده! لا تصدق أن هذا العقل المتحجر بالطموح لان وسلك دربا آخر غيره وهو الحب والزواج! كما لا تصدق كونها المختارة من بين العديد من النساء!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ إنت بتتكلم جد
أجابها مؤكدا
_ طبعا وعايز جوازنا يتم ف أقرب وقت ده إذا ما عندكيش مانع طبعا!
اخفضت رأسها بخجل شديد في حين نطقت بنبرة أقرب الى الهمس
_ إنت أكيد عارف رأيي
استرسل يقول بنبرة واثقة
_ وعلشان عارف اشتريت الدبلة علطول وكنت هفاجئك بيها لولا اللي حصل!
لم تتمالك نفسها أكثر من ذلك وإنما اندفعت ساقاها الى الخارج هاربة من نظراته المحبة التي يغقدها بها للمرة الأولى منذ تعارف وعلاقة جيران دامت لسنوات غلفها قناع الالتزام بينما ضحك ريان بصوت مسموع ثم قال في نفسه بهيام
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فمن قال أن المحب يصعب عليه إخفاء مكنونات مشاعره! بل يسهل عليه ذلك خاصة وإن كان الحب حقيقيا إلى الحد الذي يدفعه إلى الصبر حتى اتخاذ الشريك في الوقت المناسب وهو ما فعله مع آسيا بعدما تأكد بنسبة خمسين بالمائة من حقيقة مشاعرها تجاهه فأقدم بشجاعة على هذه الخطوة قبل أن يلحقها آخر وهي التي اتخذت مكانها بنظرهمثل الزهرة اللامعة بين البقية في البستان!
ومرت الأيام ومعها شفاء ريان المتقدم حيث اقترب جبر الكسور والانتهاء من مداواة الجراح والفضل من بعد الله يعود لملاكه التي عشقها وتأكدت ظنونه لما كانت تبادله العشق أضعاف تبقى معه بلحظات الكرب قبل الڤرج لا تنفك تفارقه حتى باتت كظله بدون تخطيط مسبق طبعت مكانتها بقلبه ويا لحظ قلبه الذي صار يتراقص سعادة يعد الأيام الفاصلة قبل الزواج والاجتماع معها تحت سقف واحد مستظلين بجناح الحلال ويا له من ختام!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ ألو أستاذ راضي معايا
اتسعت حدقتاه تباعا لصوت الأخير الذي استطاع وبمهارة الوصول إلى أكثر أوتار قلبه حساسية بل والعزف عليها كذلك لم يسمع هذه النبرة قبلا ولا يراها مألوفة فقط بها ما يجعله يشعر بالطمأنينة كنغمة تبعث في النفس السلام تحدث بنبرة جادة
_ أيوة مين معايا
_ أنا ريان يا أستاذ
هب عن مكانه واقفا رغم ما كان بعضلاته من خمول تام قبل ثوان لا يكاد يصدق ما سمع الآن بل لم يرد إلى مخيلته كون ريان قد يتصل به من جديد انتفخت اوداجه انفعالا وترقرقت عيناه بدمع حائر لا تعرف ماهيته اهو سعيد ام واجم! سعيد لكونه يسمع صوت ابنه للمرة الأولى أم واجم لتذكيره بالماضي الأليم والعقۏبة التي حصل عليها بعد حرمانه من ابنه الشاب ونسبه الى آخر طيلة هذه السنين!
لما طال صمته برر ريان ذلك بكونه بالتأكيد لا يعرف من المتصل بعد فأكمل موضحا
_ ريان مختار يا أستاذ اللي أنقذته من حاډثة الطريق من كام يوم فاكرني
تناول شهيقا عميقا زفره على مهل قبل ان ينطق بصوت مبحوح
_ أيوة افتكرتك طبعا اهلا بيك يا ريان عامل إيه دلوقتي
_ الحمد لله فل حاليا خرجت من المستشفى وفترة قصيرة وهفك الجبس وقلت اتصل عليك وأشكرك على المعروف اللي عملته معايا بجد ربنا يحفظك
تهتف كل خلية بداخله راجية إياه أن يكمل ولا يتوقف عن الحديث وقد بات صوته كلحن محبب منه لن يمل!
قال بنبرة يحاول جعلها طبيعية
_ العفو يا إبني على إيه المهم انك بخير
_ شكرا يا أستاذ
بادر راضي يقول بلا انتباه
_ إنت إنسان محترم مانسيتش اللي عملته معاك إن شاء الله يبقى في معرفة بيننا وزيارة يا ريان
_ أكيد طبعا يا أستاذ ده شرف ليا والله
ثم استطرد محمحما
_ طيب مش هطول عليك سلام عليكم
_ وعليكم السلام
ويا ليته أطال وتحدث معه بإسهاب! فحتى هذه حرم منها راضي الذي شعر بكونه بعالم آخر بعدما اكتملت له صورة عن ابنه الصغير پالدم فقط فلقد رأى الوجه دون الصوت والآن الصوت دون الوجه ولابد من لقاء قريب يربط فيه الطرفين معا ولم يحدد بعد وجهته الجديدة ان كانت بالتقرب منه والاعتراف بالحق أم الاكتفاء بمعرفة شاب يافع وشيخ كبير!
_ حمد الله عالسلامة يا استاذ ريان
_ مرحب برجوعك من تاني
_ المكتب كان مضلم من غيرك
كانت تلك عبارات التهنئة المطعمة بالمجاملة من قبل المحامين الشباب العاملين بالمكتب بما فيهم تمارا موجهة إلى ريان بمناسبة رجوعه من جديد بعد أن استرد عافيته ولم يتبق سوى الجبس المكبل ذراعه وبعض الخدوش التي يمكنه العودة إلى مزاولة العمل مع وجودها بادلهم ريان ابتسامة سرور قبل أن يقول بحبور
_ أشكركم جدا يا أساتذة اهو الحمد لله رجعت وهيبقى الشغل أقوى من الأول
أردف أحدهم ومعالم الحيرة بادية على وجهه حيث يقول بتعجب
_ بس انت ليه رفضت أننا نيجي ونزورك مع ان ده اقل واجب نقدمه
هز ريان رأسه نفيا قبل ان يقول مبررا
_ رفضت لإن في مناسبة أهم تعملوا فيها الواجب براحتكم
انتبهت كل حواس تمارا مع جملته الأخيرة
في حين نال أحد من الزملاء السؤال العالق بشفاهها قائلا
_ اي يا أستاذ
أردف ريان بنبرة تلقائية دون مقدمات
_ كمان شهرين هتجوز آسيا جارتي عارفينها طبعا
صدحت الغرفة المتوسطة الحجم بالأصوات العالية حيث ازدادت عبارات التهنئة حفاوة من قبل الموجودين والسرور يكسو وجوههم عدا تمارا التي احتدت عيناها واحرقهما الدمع المكبل المطالب بالإفراج والهطول كقطرات المطر بليلة عاصفة في حين بهتت معالمها وتقلصت وأحست بالهواء ينفذ من الغرفة حتى اختنقت وتلك كانت المرة الأولى التي تقع فيها هذه المتحررة صاحبة الثقة المطلقة بمأزق التشتت بين واجهتها أمام الموجودين وبين حاجتها الماسة إلى البكاء والنحيب على حب سرقته آسيا رسميا من بين يديها! أجل فلقد كان الصراع قائما بينهما أيهم يفوز بقلبه او بالأحرى هي من نظرت للأمر بمنظور الصراع في حين بصرته الثانية من منظور العشق الشريف الذي ينتهى بأجمل خاتمة ألا وهي الزواج!
_ آنسة تمارا!
نطق بها ريان بنبرة أعلى قليلا لما لم يأت الرد على سابقتها ليستيقظ انتباهها من جديد وهي تلتفت إلى ريان قائلة بصوت جاد يخفي ما يخفي من الاختناق
_ أيوة يا أستاذ ريان
_ في حاجة ولا إيه
ابتلعت ريقها بتوتر قبل ان تتحدث بصوت ملجلج
_ ل لا لأ ب بس يمكن عشان ما نمتش ك كويس
اماء برأسه متفهما قبل أن يقول
_ تمام هاتي ملف قضية الملجأ اللي شغالة فيها عشان اشوف آخر المستجدات
اومات برأسها طاعة ثم خرجت من الغرفة ووجهها ساهم يحدق في الفراغ خرج خلفها بقية الزملاء عائدين لملفاتهم كما تاركين المجال لأن يعمل ريان بجد بعد طول فترة انقطاع
بعد انتهاء الدوام خرجت تمارا من المكتب وقلبها يعتصره الألم ولا يزال بحالة من الصدمة بعد هذه المفاجأة الغير متوقعة! فازت عليها غريمتها وخسړت عشق ريان! فماذا بعد سوى ان تعود إلى المنزل وتنسى ما حدث! ولكن قبل الانعطاف صوب المنزل تذكرت ما هو أهم من الدموع والاستسلام تذكرت موعدا هاما لابد له من الانقضاء قادت السيارة لمسافة استغرقت نصف ساعة حتى أوقفت المكابح وترجلت أمام قصر كبير يتميز بالفخامة والأبهة يحاوطه رجال ذوي بنية ضخمة وحلل سوداء بالحراسة من كل الجهات ما ان رآها من كانا عند الباب حتى أفسحا لها المجال بالدخول عالمين هذه السيدة من حيث هويتها ومكانتها الخاصة بقلب هذا المكان اخترقت الحراسة وتجاوزت الباب الخارجي للقصر كي تمر بالحدائق الخضراء كثيرة الأشجار حتى وصلت أخيرا إلى الباب الداخلي فطرقته أولا ثم انتظرت للحظات حتى انفتح الباب عبر أحد الخدم الذي ما أن رآها حتى ابتعد قليلا وهو يقول
_ اهلا يا تمارا هانم اتفضلي
دلفت إلى الداخل وهي تنظر حولها متسائلة
_ الباشا هنا
_ اه يا هانم ثواني اديله خبر
اماءت برأسها في ثقة ثم وقفت تمشي بالبرهة حتى عاد الخادم من جديد قائلا باحترام
_ اتفضلي معايا عالصالون
سارت خلفه إلى حيث يوجد الباشا فدخلت الغرفة ثم اغلقت الباب خلفها لتسمع صوته الاجش يقول مرحبا
_ اهلا اهلا يا تمارا اتفضلي
اقتربت من الكرسي بخطى واثقة ومعالم جامدة مزيلة قناع البكاء الذي كان منذ بداية اليوم برفقتها جلست على الكرسي ثم وضعت أحد قدميها على الأخرى بينما تقول بنبرة تعلوها الجدية
_ أتمنى يكون الملف فيه حاجة مهمة تستاهل الحاډثة دي
_ مهم بس ده كان فيه بلاوي كويس لحقناه
ثم أخرج أربع رزم من الأوراق النقدية المجمعة بواسطة خيط بلاستيكي مطاطي وناولها إياهم قائلا بترحاب
_ نصيبك
تفحصت بهم لخمس دقائق تعدهم بالملاحظة قبل ان تلتفت إليه بحاجبين معقودين قائلة